راي رياضي
إبراهيم عوض
كتب المنتخب السوداني للمحليين واحدة من أروع صفحاته الكروية، حين أطاح بالمنتخب الجزائري العريق من ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين (الشان)، التي تحتضنها كينيا وتنزانيا وأوغندا حتى نهاية أغسطس الجاري، بعدما حسم المواجهة بركلات الترجيح (4-3) عقب التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي. بهذا الفوز المستحق، عبر \"صقور الجديان\" إلى نصف النهائي ليضربوا موعدًا مع مدغشقر في 27 أغسطس الجاري.
منذ صافرة البداية، دخل صقور الجديان بشجاعة وثقة، وفرضوا أسلوبهم على أرض الملعب، لتهتز الدفاعات الجزائرية أمام هجماتهم المتواصلة. وجاء التقدم المستحق في الشوط الثاني من كرة عرضية خطيرة عكسها موسى كانتي أجبرت المدافع الجزائري زكريا على إيداعها شباكه تحت ضغط عبدالرؤوف وبوغبا، لتشتعل الافراح مبكرا وتتصاعد معها آمال الجماهير السودانية.
عاد المنتخب الجزائري بقوة، مستغلًا خطأ دفاعيًا أهداه هدف التعادل، غير أن عزيمة الصقور لم تنكسر. وبرغم التغييرات التي بدت للبعض مغامرة بعد خروج كانتي وعبدالرؤوف، وإصابة المتألق صلاح عادل، فإن التنظيم الدفاعي منح المنتخب صلابةً كبيرة، وحرم الجزائريين من تسجيل هدف ثانٍ اعتادوا عليه في أشواطهم الثانية. حتى في لحظات الضغط، ظهر الانضباط التكتيكي واضحًا، وأثبت اللاعبون قدرتهم على اللعب بروح الفريق الواحد.
وفي لحظة الحقيقة، ارتدى الحارس محمد أبوجا ثوب البطولة؛ فبعد خطأه في هدف التعادل، تألق ببسالة في ركلات الترجيح، وتصدى لركلتين قادتا السودان إلى نصف النهائي وسط فرحة كبيرة للجماهير ، التي رأت في هذا الإنجاز مساحة مضيئة وسط واقع مظلم.
هذا الانتصار لم يكن مجرد عبور إلى محطة جديدة، بل كان رسالة أمل وسط دخان الحرب وغياب الاستقرار. هو ثمرة جهد إداري من الاتحاد ولجنة المنتخبات، وحنكة تدريبية من الغاني كواسي أبياه الذي صنع منتخبًا متماسكًا بإمكانات محدودة، والأهم أنه كان ثمرة روح قتالية صادقة من اللاعبين الذين آمنوا بأن المستحيل ليس سودانيًا، وأثبتوا أن العزيمة يمكن أن تقهر الظروف.
شكرًا لصقور الجديان.. فقد منحونا لحظة فرح نادرة في زمنٍ شحيح بالفرح، وأعادوا لنا البسمة وسط غبار المعاناة.
0 التعليقات:
أضف تعليقك