الأربعاء 17/سبتمبر/2025

القوة الخفية وراء القيادة الرئاسية

القوة الخفية وراء القيادة الرئاسية
عمود خليك دبلوماسي
محمد مأمون يوسف بدر
 
يُعتبر طاقم المكتب والمساعدون الشخصيون المحرّك اليومي والحاجز التنظيمي للرئيس. لا تقتصر مهامهم على تنظيم الجدول المزدحم فحسب، بل يتولون دور البوابة الرئيسية للرئيس، حيث يتحكمون في الوصول إليه ويديرون تدفق المعلومات والأشخاص إلى مكتبه. هم من يُعدّون الملفات قبل الاجتماعات، ويتابعون التفاصيل الإدارية الدقيقة، ويضمنون سير اليوم بسلاسة.
يشغل أحدهم غالبًا دور المستشار التنفيذي الرئيسي والمدير التنفيذي لمكتب الرئاسة، وغالبًا ما يكون هو الشخص الذي يترجم رؤية الرئيس إلى مهام فعلية للفريق. يشكّل هؤلاء المساعدون "الدماغ الإداري المنظّم" الذي يضمن استمرارية العمل اليومي وحماية وقت وطاقة الرئيس من التشتت.
أما دائرة الأسرة والمقرّبون فتمثل المستشارين غير الرسميين الذين يعملون بعيدًا عن الهيكل الرسمي للسلطة. تقوم أدوارهم على تقديم الدعم العاطفي والنفسي للرئيس، حيث يشكّلون الملاذ الآمن من ضغوط المنصب الهائلة، ويمنحونه الاستقرار النفسي والطمأنينة في خضم العواصف السياسية. كما يقدمون المشورة الصادقة بغض النظر عن الخلفيات السياسية أو المصالح، إذ يهتمون بمصلحته الشخصية بشكل أساسي، مما يوفر له منظورًا نقيًا بعيدًا عن أجندات الآخرين. وغالبًا ما يوجهون اهتمام الرئيس نحو قضايا مجتمعية أو إنسانية معينة، مثل قضايا الصحة أو التعليم أو تمكين المرأة، من خلال مؤسسات أو مبادرات خاصة، مما يجعلهم جسرًا غير رسمي يربط الرئيس بهموم المجتمع اليومية.
إلى جانب هذه الدوائر الأساسية، يظل فريق الحماية الشخصية عنصرًا حاسمًا لا غنى عنه. فبدون الأمان الذي يوفره الحرس الخاص، لا يمكن للرئيس أن يؤدي مهامه أو حتى يظهر بين الجمهور. يعمل هؤلاء الحراس بتفانٍ صامت، متسلحين بتدريبات عالية لمواجهة أي تهديد محتمل.
ويمكن القول إن المساعدين الشخصيين يمثلون "الدماغ الإداري المنظم" الذي يضمن سير العمل، بينما تمثل العائلة والمقرّبون "القلب" الذي يقدم الدعم ويذكّر الرئيس بإنسانيته بعيدًا عن أضواء السياسة. ومعًا، يشكّلون النظام الداعم الأساسي الذي يمكّن الرئيس من القيام بمهامه، مما يؤكد أن القوة الحقيقية للقائد لا تكمن في فردانيته، بل في قدرته على الثقة بفريق مخلص يدعمه في الظل

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار