بهدوء
علم الدين هاشم
واصل منتخبنا الوطني كتابة فصول الحلم الإفريقي، وتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بعدما أطاح بالمنتخب الجزائري القوي بركلات الترجيح، في مباراة عصيبة امتدت لزمنين أصلي وإضافي، انتهيا بتعادل غير عادل بهدف لكل فريق.
كان منتخبنا أكثر تركيزًا وجرأة، ونجح في خطف هدف السبق ليزرع القلق في صفوف المنتخب الجزائري، قبل أن يعود المنتخب الخصم بهدف مثير للجدل، بعد تدخل واضح مع الحارس المتألق أبوجا، الذي تصدى ببسالة لهجمات لا تُعدّ ولا تُحصى، وكان بحق البطل الأول لهذا التأهل. أبوجا لم يكن وحده في الملعب، بل كان خلفه جدار صلب من زملائه الذين لعبوا بروح المقاتلين، وتحملوا ضغطًا رهيبًا لأكثر من ساعتين كاملتين أمام منتخب جزائري كان مرشحًا فوق العادة للفوز باللقب.
لكن ما يستحق التوقف عنده حقًا هو الدور الكبير للمدرب كواسي، هذا الرجل الذي أثبت أن الكرة لا تُدار بالأسماء الرنانة ولا بالإمكانيات المالية وحدها، بل بالعقل والخطة والانضباط التكتيكي. منذ انطلاقة البطولة، لم يتراجع منتخبنا خطوة واحدة عن أداءه القتالي المنظم؛ واجهنا منتخبات قوية من دور المجموعات وحتى ربع النهائي، وخرجنا مرفوعي الرأس في كل اختبار.
التأهل لنصف النهائي ليس نهاية الحلم، بل بدايته الحقيقية. الآن أصبح من حق صقور الجديان أن يرفعوا سقف الطموحات، وأن يذهبوا إلى أبعد نقطة في هذه البطولة. لدينا مدرب يعرف كيف يروض خصومه، ولاعبون يؤمنون بأن المستحيل ليس سودانيًا، وجماهير متعطشة لانتصار يعيد لهم الفخر.
إنها لحظة تاريخية لا يجب أن تمر مرور الكرام، بل يجب أن تكون دافعًا لمزيد من الجهد والعمل. الطريق نحو الكأس لن يكون مفروشًا بالورود، لكن منتخبنا أثبت أنه قادر على مفاجأة الجميع، وربما كتابة فصل جديد من المجد باسم السودان.
0 التعليقات:
أضف تعليقك