هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الكورة مرات بتكون أكبر من مجرد تسعين دقيقة.. بتكون قصة بلد كامل، وفرحة شعب، وأمل وسط الظروف الصعبة. ودي بالضبط الحكاية بتاعة منتخب السودان (صقور الجديان) في بطولة الشان الحالية، لما وصلوا لنصف النهائي لأول مرة من سنة 2018، قدام خصم عنيد اسمه مدغشقر.
منتخبنا الوطني دخل البطولة وعينو على تغيير الصورة الباهتة الحصلت في مشاركات سابقة. وقع في مجموعة صعبة مع السنغال والكونغو ونيجيريا:
• تعادل مع السنغال 0-0 في مباراة من العيار التقيل.
• فاجأ نيجيريا وفاز عليها 4-0 في واحدة من أجمل مباريات البطولة.
• تعادل مع الكونغو من غير أهداف.
النتائج دي خلت منتخبنا الوطني يتصدر مجموعته بلا هزيمة ويمشي لربع النهائي بثقة.
في ربع النهائي واجه الجزائر أصحاب الصيت والبطولة السابقة، وكانت المباراة نار من أول دقيقة:
• سجل السودان هدف السبق في الدقيقة 48 بخطأ من مدافع الجزائر.
• الجزائر عدلت النتيجة في الدقيقة 73.
• انتهت 1-1، والمباراة مشت لشوطي الزمن الإضافي ثم لركلات الترجيح، وهناك ظهر الحارس محمد أبوجا زي الأسد، صد ضربتين جزاء وأهدى السودان بطاقة العبور لنصف النهائي بالفوز 4-2.
أما مدغشقر، فما جات ساكت.. خسرت أول مباراة ضد تنزانيا صاحبة الأرض، لكن ما استسلموا؛ فازوا على أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو، واتعادلوا مع موريتانيا. جمعوا النقاط الكافية وصعدوا لربع النهائي، وهناك واجهوا كينيا. المباراة انتهت 1-1 لكن مدغشقر كانوا أهدأ في ركلات الجزاء وكسبوا 4-3 وضربوا موعداً مع السودان في نصف النهائي. مدغشقر عندها حارس مرمى متميز وقد فاز بجائزة رجل المباراة أكثر من مرة.
منتخبنا الوطني لحدي الآن ما خسر ولا مباراة. عندو دفاع قوي، وحارس متألق، ووسط منظم بقيادة والي الدين وصلاح عادل، وهجوم سريع بيعتمد على المرتدات. نقطة قوة المنتخب هي الانضباط والروح القتالية. ولو جابوا هدف بدري ممكن يسيطروا على المباراة.
أما منتخب مدغشقر فهو فريق مفاجآت، بيعتمد على السرعة والضغط على الأطراف. ما عندو رهبة من الخصوم، وبالنسبة ليهم مجرد الوصول لنصف النهائي إنجاز. لكن دي برضو نقطة قوة: بيلعبوا بدون ضغوط.
مدرب منتخبنا الوطني، الغاني كواسي أبياه، هو الورقة الرابحة. عارف إنو أمام فرصة تاريخية، وخطته المتوقعة:
• إغلاق المساحات قدام أجنحة مدغشقر السريعة.
• الضغط العالي من بداية المباراة عشان يمنع الخصم من بناء اللعب.
• استغلال الأطراف بموسى كانتي ومازن فضل في الهجوم.
• اللعب المنظم مع التركيز على المرتدات السريعة بالكرات الطولية خلف الدفاع.
خبرة أبياه مع غانا ومع الخرطوم الوطني سابقاً بتخليهو يعرف كيف يتعامل مع مباريات الأعصاب دي.
المباراة ما سهلة، ومع ذلك الفرصة الآن أكبر من أي وقت مضى عشان نلعب النهائي لأول مرة. منتخبنا الوطني على بعد خطوة واحدة من النهائي، وعشمنا كبير في الوصول. وكما قال كواسي أبياه: \"طموحنا كبر ونتطلع للفوز بالكأس.\"
الميدان هو الفيصل.. يا صقور الجديان خلوا الإصرار قدامكم. مدغشقر خصم محترم، لكن الفوز في المتناول لو ركزتوا وصبرتوا.
0 التعليقات:
أضف تعليقك