الخميس 18/سبتمبر/2025
حتى لا يصبح الصربي ضحية جديدة… البيئة الصحية أولًا!

حتى لا يصبح الصربي ضحية جديدة… البيئة الصحية أولًا!

بهدوء

علم الدين هاشم

تعاقد مجلس التسيير بنادي المريخ مع المدرب الصربي داركو نفيتش وجهازه المعاون لقيادة الفريق في الموسم الجديد، في خطوة أثارت ارتياح الجماهير وأعادت بعض الأمل قبل خوض غمار دوري أبطال إفريقيا. المجلس يستحق الإشادة على هذا الجهد الكبير، فقد أدار فترة حرجة باحترافية، ونجح في إبرام صفقات مميزة مع محترفين أجانب ولاعبين محليين رغم ضيق الوقت والأزمة الإدارية الخانقة. هذا العمل المنظم خلق حالة من التفاؤل الحذر وسط جماهير المريخ.

لكن، ولأننا اعتدنا في المريخ أن نفرح قليلًا ثم نصطدم بالواقع، يجب أن نقولها بوضوح: التعاقد مع داركو ليس عصا سحرية، ولن يُحدث المعجزات إذا لم يُهيأ له المناخ الصحي الذي يمكنه من أداء عمله بحرية واستقرار. فالمجلس السابق سجل رقمًا قياسيًا في تغيير المدربين حتى أصبح المنصب مقبرة فنية، وكانت النتيجة ضياع هوية الفريق، فقدان الاستقرار، وتراجع المريخ على المستويين المحلي والقاري.

اليوم، لا مجال لتكرار تلك الأخطاء الكارثية. إذا كان مجلس التسيير جادًا في مشروعه، فعليه أن يمنح المدرب الوقت والصلاحيات والدعم الكامل، وأن يحميه من الضغوط الداخلية والخارجية، ويُغلق أبواب التدخلات في عمله. فكل صفقة أبرمت، وكل دولار صُرف، سيذهب هباءً إن لم يجد الجهاز الفني بيئة عمل متوازنة ومستقرة.

الخطر الحقيقي يبدأ مع أول تعثر، وهنا يتبين معدن مجلس التسيير: هل يملك شجاعة الصبر أم أنه سيكرر سيناريو القرارات الانفعالية التي أرهقت المريخ لسنوات؟ الاستقرار الفني هو الشرط الأول لعودة الفريق إلى الواجهة، وأي قرار متسرع بإقالة المدرب سيكون ضربة قاصمة لكل ما تحقق من إنجازات حتى الآن.

لقد خطا مجلس التسيير خطوة مهمة في الطريق الصحيح، لكن النجاح لن يتحقق إلا إذا تعلم من الماضي ووضع البيئة الصحية والاستقرار الفني في صدارة أولوياته. عندها فقط يمكن لجماهير المريخ أن تحلم بفريق منافس وقادر على إعادة كتابة اسمه بين كبار القارة


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار