الخميس 18/سبتمبر/2025
المنتخب خطف الأنظار ورتب الأفكار

المنتخب خطف الأنظار ورتب الأفكار

أهداف ملعوبة

عبدالمنعم محمد سيدأحمد

المنتخب الوطني...

عطرنا المنتخب بأغلى الورود والرياحين المنسابة من أنفاس الفل والياسمين.

هو بشارة العيد والسعد، وزغرودة الفرح التي انطلقت عبر الوهاد والقرى والبوادي والحضر، ومن المطارات والموانئ ومحطات السفر، تدغدغ أجفان نازح هده ليل النزوح والغربة والسهر.

منتخبنا الوطني هو بؤرة الضوء التي خطفت أنظارنا، ورتبت أفكارنا الحيرى، وأعادت إلى قلوبنا الطمأنينة، وإلى عقولنا الوعي الذي بارحها إثر ما شهدت وعايشت من أهوال تزحزح الجبال.

منتخبنا الوطني هو جرعة الدواء التي أعادت إلينا عافيةً ظننا أنها ولّت عنا ولن تعود.

هو رعشة الربيع فينا بعد أن يئسنا، وهو أنفاس الخريف علينا بعد أن يبسنا وتكلست أوصالنا.

أبطالنا.. صنيعكم الجم أخرس ألسنتنا، وجمّد الدماء في عروقنا، وأوقف المداد في أقلامنا. لم تتركوا لنا ما نقول. تلفّتُ يمنة ويسرة لأجد من الكلمات ما يسمو إلى مقامكم أو يليق به، ولما لم أجد، وقفت بباب الزمان الماضي أستجدي أحرف شاعر وقف موقف العاجز عن التعبير مثلي.

إنه نزار قباني وهو يخاطب شعراء الأرض المحتلة قائلاً:

\"يا شجر الورد النابت من أحشاء الجمر،

يا مطرًا يسقط رغم الظلم ورغم القهر،

نتعلم منكم كيف يغني الغارق من أعماق البئر،

نتعلم منكم كيف يسير على قدميه القبر.

يا ضوء الشمس الهارب من ثقب الأبواب،

يا قرع الطبل القادم من أعماق الغاب،

يا كل الأسماء المحفورة في رمش الأهداب.\"

ونعم، أنتم يا أبطال المنتخب قرع الطبل القادم من أعماق الغاب، وأنتم كل الأسماء المحفورة على رمش الأهداب.

أبوجا ورفاقه.. حماة الحمى ورماة الحدق في كل الخطوط.

كلكم، أيها الأبطال، تستحقون منا التحية والتجلة، والقيام والجلوس احترامًا لمقاماتكم العالية الرفيعة.

بالأمس القريب، كانت عقدتنا الكروية تتمثل في منتخبات وأندية شمال وغرب أفريقيا، واليوم بعزمكم وقوة شكيمتكم جعلتم طريق هذه المنتخبات \"مدهاج\".

وإليكم ما تغنت به حرة من أسلافكم:

قالوا الدود قرقر حبس الدرب،

الدود يا عيال مطر الخلا الهراج،

الدود يا عيال كم درج المحتاج،

والدود يا عيال فتح الدرب مدهاج.

أما منافسكم القادم مدغشقر، فاستمعوا لوصف شاعرتنا ومقاربتها بكم:

\"اركزوا يا عيال خلق العيال فضّاح،

ما شفنا أم دريقة بتكتل التمساح،

وسخيل ما بناطح بقر،

والسحلية ما بتبلع دقر.\"

قالوا الدود قرقر حبس الدرب، والحال أنكم حبستم كل الدروب، وقطعتم الأنفاس، وأراكم تنطلقون بحول الله نحو الكأس.

إلى الأمام.. والله معينكم بعد أن قل المعين، وهو راعيكم وخير الحافظين.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار