بهدوء
علم الدين هاشم
يمكن القول إن مجلس التسيير بنادي المريخ بدأ عمله بطريقة تبعث على التفاؤل، حيث تعامل مع عدد من الملفات الحساسة باحترافية لافتة، وهو ما كان جمهور النادي ينتظره منذ فترة ليست بالقصيرة.
أولى الخطوات جاءت في ملف التسجيلات، إذ التزم المجلس بالسرية الكاملة في التفاوض مع المحترفين الأجانب، لينجح في ضم حارس منتخب بوركينا فاسو والمهاجم الغيني موسى كامارا، إلى جانب التعاقد مع حارس المنتخب الوطني ونادي الزمالة أم روابة محمد أبوجا. هذه التحركات أكدت أن المجلس يسير وفق رؤية واضحة لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة، خصوصًا مع اقتراب انطلاقة الموسم الجديد والاستحقاقات القارية في تمهيدي دوري الأبطال.
لكن عمل المجلس لم يتوقف عند حدود التعاقدات، بل امتد إلى إعادة ترتيب البيت المريخي من الداخل، حيث أحسن اختيار قيادات اللجان المختلفة، فأسند رئاسة لجنة التسويق والاستثمار للدكتور طه حسين بخبرته الطويلة في إدارة الأعمال، كما منح اللجنة القانونية دورًا محوريًا في معالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها قضية أموال المريخ المفقودة، التي لا تزال محل جدل بعد تصريحات رئيس الاتحاد العام الدكتور معتصم جعفر التي نفت تورط الاتحاد في الأمر.
ومع ذلك، يبقى من المهم التوقف عند ما حدث في دائرة الكرة، حيث بدت التعيينات الجديدة مبالغًا فيها بعض الشيء وتحمل قدرًا من المجاملة، بتعيين مدير إداري ومدير كرة ونائب مدير كرة دفعة واحدة. المريخ لا يحتاج لكل هذا “الحشو”، فالتجربة أكدت أن الاكتفاء بمدير كرة صاحب صلاحيات كاملة كفيل بضبط الأمور وتجنب الصراعات التي كثيرًا ما عصفت بالنادي في السابق.
ورغم هذه الملاحظات، فإن البداية تبقى موفقة وتشير إلى أن المجلس يسير على الطريق الصحيح، وأن الفريق مقبل على فترة من الاستقرار الفني مع بدء معسكره الخارجي، إلى حين الاتفاق مع مدرب كفء يقود المرحلة المقبلة.
لذلك، يبقى الرهان الآن على صبر جماهير المريخ ودعمها للمجلس، فالأعمال الكبيرة تحتاج إلى وقت وهدوء حتى تكتمل الصورة ويعود المريخ إلى مكانته الطبيعية في صدارة المنافسة المحلية والقارية.
0 التعليقات:
أضف تعليقك