أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
....................
وضربة خاطفة من مدغشقر أعادت إلينا الصواب وأيقظتنا من غفوة وخدر حلم لذيذ.
رغم أنني كنت أعيش هذا الحلم بحذر واضح، وقد كتبت في مقالي في العدد الماضي: أسأل الله لهم العون بعد أن قل المعين.
وذلك لأني كنت أعلم أن المنتخب، بلغة العامة، كان يسير بالبركة أو بـ \"زيت المصافي\" كما يقولون.
أما بلغة الكرة، فقد استفاد المنتخب مما تبقى من قوة دفع ومخزون لياقة وانسجام من إعداد الهلال ومباريات النخبة، وقد وضح ذلك من خلال تشكيلة المنتخب التي خاض بها مقابلات مراحل هذه البطولة الأولى، حتى وصل مرحلة لقاء الجزائر حيث قل معدل اللياقة وضعف الانسجام، حتى بلغنا ذروة ضعف اللياقة البدنية والذهنية وضعف الانسجام أمام مدغشقر.
خلاصة القول: إن المنتخب وُلد يتيماً وعاش بؤساً وإهمالاً من جانب الاتحاد العام ولجنته المسؤولة عن المنتخبات.
لهذا كتبت أكثر من مرة عن إهمال الاتحاد وقصوره البائن، بل وصلت مرحلة لم أستطع فيها تهنئة الاتحاد العام بانتصارات المنتخب.
واليوم، وبعد أن زالت غشاوة الانتصارات وانكشفت الحقيقة التي طالما ذكرناها وحذرنا من عواقبها،
أتمنى أن يعي الدرس حارِقو البخور للدكتور معتصم وأسامة وزمرتهم، وأن يعلموا حقيقة الخدعة والوهم الذي نعيشه،
وأن يسألوا أنفسهم: ماذا قدم الاتحاد العام ولجنته المسؤولة؟ ماذا قدموا للمنتخب؟
متى تم تجميع نجومه؟ وكيف؟
وكم فترة الإعداد التي قضاها؟ وبأي معسكر؟
الإجابة: إن شيئاً من هذا لم يحدث.
كل ما في الأمر أن الاتحاد العام تكسب من جهد الهلال وإعداده للاعبيه،
وقد ظل هذا التكسب ديدن الاتحاد العام وطبعه،
وحتى هذه البطولة أكاد أجزم أن الاتحاد كان ينظر إليها من ناحية مادية فقط، وكم سيحصدون منها من دولارات.
إن الاتحاد الذي كرّس جل جهده من أجل العودة لكراسي الاتحاد الوثيرة، لدرجة أنه ظل يحرك موعد انعقاد الجمعية العمومية كيما توافي وتوافق ما ينسجونه من مكائد لإقصاء منافسيهم من الاتحادات والأندية الخارجة عن طوعهم مثل اتحاد الجنينة ونادي ود نوباوي،
الاتحاد الذي يمارس كل حيلة ووسيلة من أجل مصالح ومنافع أبعد ما تكون عن مصلحة كرة القدم، من الطبيعي ألا يحصد سوى الفشل في بطولة تترقى فيها مدغشقر ـ الجزيرة الأصغر من أي مدينة اتحاد ولائي ـ إلى النهائي.
لأجل هذا يجب أن تتضافر الجهود من أجل إطاحة هذا الاتحاد الذي لازمه الفشل، برغم أخذه من الفرص ما لا يستحقه.
الكرة لم تعد فهلوة وشطارة وتلاعباً بالقوانين لإقصاء الخصوم،
بجانب الكثير المثير من تهم فساد في إدارة الأموال الطائلة التي تدخل خزينة الاتحاد.
وأخيراً: شكراً أليماً وحزناً لمدغشقر التي كشفت عنا ثوب الزيف والخدعة،
وليتنا نستفيد من التجارب القادمة فنحسن فيها اختيار من يدير شأن الكرة في بلادنا، فقد ثبت أن بلادنا تزخر بالمواهب التي تحتاج فقط للرعاية والاهتمام وتوفير متطلبات صقلها من تدريب وعناية.
ولكن المهم والأهم، والذي يجب أن نعلمه جميعاً، أننا لن نستفيد من تجاربنا مع هذا الاتحاد، لأن هذا هو \"تجريب المجرَّب\" الذي يورّث الندامة،
ولن ينطبق علينا القول: \"كل ضربة لا تقتلني تقويني\" في ظل الاتحاد العام الحالي، بل ستتوالى علينا الضربات القاتلة.
وأمامنا الكان، وقد أعذر من أنذر يا أهل الكرة السودانية.
والله المستعان.
0 التعليقات:
أضف تعليقك