الكيمياء كانت الأصعب… ونجاحي أهديه لأسرتي
الطب حلمي… وجامعة قطر وجهتي القادمة
انتكاسة كادت تُسقط كل شيء.. واذاكر بلا جداول
فتحت الطالبة المتفوقة زينب ياسين محمد العطايا قلبها لتروي تفاصيل رحلتها الدراسية التي توّجت بحصولها على المركز الثالث على مستوى السودان في امتحانات الشهادة السودانية، في إنجاز لفت الأنظار نحو مثال حي للإصرار والاجتهاد.
زينب، القادمة من قرية الدناقلة شرق مدني بولاية الجزيرة، أكدت في حوار خاص مع صحيفة آكشن سبورت أن نجاحها لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة دعم أسري، وبيئة مدرسية محفزة، وعزيمة لا تلين.
مشاعر مختلطة
تقول زينب: أنا من مواليد ولاية الجزيرة، من قرية الدناقلة شرق مدني، وعشت معظم سنواتي الـ14 في مدينة ود مدني. درست المراحل الأولى والثانوية هناك، وكانت البيئة محفزة ومحاطة بالأسرة التي دعمتني في كل خطوة».
وعن شعورها لحظة إعلان اسمها ضمن أوائل السودان تقول:
«كانت مشاعر مختلطة جداً… فرح كبير ممزوج بالمفاجأة. وبعد دقائق بدأ عقلي يستوعب، وتذكرت كل اللحظات الصعبة التي تجاوزتها حتى أصل إلى هذه النتيجة. ثم شعرت بامتنان كبير لكل من دعمني من أسرتي ومعلميني وزملائي».
استراتيجية المذاكرة
وحول خطتها الدراسية قالت: لم اكن ملتزمة بجدول ثابت، لأن الجداول بتقيّدني. كنت أضع أهدافاً أسبوعية فقط، أهم حاجة أخلص الجزء المطلوب خلال الأسبوع، وتركزت استراتيجيتي على فعالية المذاكرة لا على عدد الساعات… المهم أفهم الدرس وما يكون عندي فيه أي مشكلة».
دعم أسري
تصف زينب دور الأسرة بقولها: أسرتي كانت أكبر داعم… وفروا لي بيئة مناسبة، خففوا عني الضغط، قللوا من الأعمال المنزلية، وكلامهم الطيب كان أكبر سند في أصعب اللحظات».
وتضيف عن دور المعلمين: لا استطيع أوفيهم حقهم… كانوا موجودين في كل وقت، في المدرسة أو عبر الواتساب. أما زملائي، فالتنافس بيننا كان قوياً وإيجابياً… وكان عندنا فصل اسمه فصل المتفوقين، وكان ذلك دافعاً كبيراً لي».
خوف وضغط
تشير زينب إلى أن الخوف والضغط النفسي كانا أبرز العقبات:
«كنت بخاف من فكرة هل بقدر أحقق النتيجة ولا لا؟ خاصة إن الأسرة بذلت مجهود كبير. لكن تغلبت على الخوف بالإيمان بالله والثقة في فضله… وفعلاً ما في مستحيل مع الدعاء».
وعن أصعب مادة في الامتحانات تقول:
«الكيمياء كانت أصعب امتحان… لأنها جاءت بطريقة مختلفة عن السنوات السابقة. كان في تغيير واضح في الأسلوب لكن الحمد لله، الفهم الجيد ساعدني أتعامل مع الأسئلة».
مهنة إنسانية
وعن سبب اختيارها دراسة الطب تضيف:
«الطب مهنة إنسانية… والشخص فيها بيشعر برضا كبير لأنه بيخدم الناس. ده السبب الأساسي لاختياري التخصص ، ارغب في الدراسة خارج السودان وإن شاء الله بحاول أدرس في جامعة قطر».
نصيحة للممتحنين
قدمت زينب نصيحتها لطلاب الشهادة بالقول: ارجو ان لا يهملوا صحتهم النفسية والجانب الروحي… ولا يركزوا على زمن المذاكرة، بل على فعالية المذاكرة. الفهم أهم من الساعات الطويلة».
تسترجع زينب إحدى أصعب اللحظات:
«قبل الامتحانات بأسبوع تعرضت لانتكاسة… درجاتي نزلت فبدأ الخوف والشك. لكن تجاوزت المرحلة بالإيمان والثقة… وكانت لحظة فارقة في مشواري».
وتختم زينب حديثها:
«أُهدي نجاحي أولاً لأسرتي، خاصة والدي ياسين محمد العطايا، وللمدرسة ومعلميّ وعلى رأسهم الأستاذ سيف الدين زهير والأستاذة يسرا… كلهم كان ليهم دور كبير في وصولي للمركز الثالث على مستوى السودان».

0 التعليقات:
أضف تعليقك