الجمعة 21/نوفمبر/2025
الجعلي : عبدالمجيد منصور (باع) إجازته لإكمال صفقة الثعلب وكدوس

مدير الكرة السابق بالنادي الأزرق يواصل سرد مذكّراته لـ«آكشن سبورت»… ويروي فصولاً جديدة عن التسجيلات (5)

الجعلي : عبدالمجيد منصور (باع) إجازته لإكمال صفقة الثعلب وكدوس

 

 

نقل ثنائي… البداية من الموقع الإعلامي علي الريح

الطيب عبدالله ومحمد عابدين حسم صفقة منقستو في البيت

الأسد والمر… عيون ترصد.. ودكتور بقادي… عطاء لا يستقر

مليشيا في قلب التفاصيل… ليلة كاملة لتأمين ربيع وكدوس

 

يواصل عضو مجلس إدارة نادي الهلال مدير الكرة الأسبق عبدالعزيز الجعلي فتح أسراره وتوثيق أهم المحطات التي مر بها النادي في سنوات شكلت منعطفاً مهماً في تاريخه الإداري والرياضي.
ومع ذلك، لم تكتشف أمام القارئ دهاليز العمل الخفي داخل النادي، والقرارات المصيرية التي حسمت بليل، ولم تتأخر في غيّرت المواقف، والحركات التي كانت تتم بسرية تامة حفاظًا على الاستفادة من أعين المنافسين.

ويكشف الجعلي في هذا الجزء الجديد من سلسلة مذكراته الحصرية لـ صحيفة آكشن سبورت تفاصيل غير ضرورية عن واحدة من أهم الفترات التي عاشها الهلال، حيث تتداخل فيها العواطف بالمواقف، والنجومية بالانتماء، والجهد الإداري بالمخاطرة المحفوظة.
فمن الاتصال من الرئيس الطيب عبدالله في ساعات الصباح الأول، إلى الزمن سباق لإتمام اتفاق زكريا (منقستو) ، وصولاً إلى مغامرة اكتشف اللاعب الإريتري «يوهانس» بطائرة خاصة، ثم كواليس أعضاء اللاعبين أصبحوا أعضاء من الذاكرة الهلالية مثل الربيع و كدوس —كلها محطات تكشفها الجعلي بتفاصيلها الدقيقة خلال هذا الجزء.

فكر في مذكرات الرجال المحوري الذي لعبه إداريون مخلصون في تلك الحقبة، كانت الهلاليّة تجري في عروقهم، فقدموا النادي على أنفسهم، وشروا الليالي لتمام أناني بعد ذلك حجر الزاوية في العمل الجماعي.

كما يبررون مدى سحر الهلال أمامه الطاغي على كل من العمل في محيطه، وكيف كان النادي يفرض حضوره وهيبته داخل وخارج السودانه.

هذا الجزء لا يقدم معلومات تاريخية فحسب، بل يفتح نافذة على عمق العلاقات الإنسانية داخل النادي، وعلى وفاء رموزه الذين وقفوا خلف اللاعبين ودعموا الفريق مادياً ومعنوياً، ليبقى الهلال كبيراً كما عرفته الجماهير.

 

مكالمة فاروق نور الدين

يقول عبدالعزيز الجعلي:

في صباح أحد الأيام، وبينما كنت في مكتبي عند الساعة التاسعة صباحا، رنّ الهاتف. كان المتصل هو الأخ العزيز المرحوم المهندس فاروق محمد نور الدين عضو مجلس إدارة النادي ، بصوته المعهود ونبرته التي لا تحمل إلا الجدية:
"يا أخي، الرئيس الطيب عبدالله سأل عنك… وقال حضورك ضروري جداً، وعليك أن تكون في مكتب الهلال قبل الساعة 12 ظهراً. الموضوع عاجل ومهم."
لم أتردد، فالأمر حين يأتي من الطيب عبدالله لا يُؤجَّل.

ذهبت في الموعد المحدد إلى مكتب الهلال الذي كان وقتها في شارع البلدية قرب دوّار البنك السعودي السوداني. هناك وجدت الأستاذ الراحل محمد عابدين، سكرتير نادي النيل الرياضي. وبعد التحية، أخذ يوضح لي بتكليف مباشر من الرئيس أن الهلال أنهى اتفاقه مع نادي النيل لتسجيل اللاعب عبدالعزيز زكريا (منقستو)، وأن مهمتي هي التوجه فوراً إلى منزل اللاعب وإحضاره إلى منزلي حتى يصل الرئيس والسكرتير لاحقاً عند الساعة الثالثة ظهراً.

غادرت المكتب متجهاً إلى منزل اللاعب، وكان منزله قريباً للغاية من منزل الكابتن الكبير طارق أحمد آدم. طرقت الباب، فخرج إليّ منقستو، بابتسامته الهادئة المعروفة. يعرفني وأعرفه. قلت له:
"جيتك من الهلال… الرئيس والسكرتير جايين لينا في البيت."
رد وهو يبتسم وكأنه كان يتوقع هذا اليوم:
"أنا جاهز."

بعد دقائق كنا في السيارة متجهين إلى منزلي. لم تمضِ إلا لحظات حتى وصل الرئيس الطيب عبدالله والسكرتير محمد عابدين. بدأت جلسة مفاوضات خاصة، حُسمت بسرعة ويسر لأن نادي النيل كان قد منح الموافقة المسبقة. وفي اليوم التالي ذهبنا إلى الاتحاد المحلي بالخرطوم وأكملنا كافة الإجراءات الرسمية.
كانت واحدة من أنجح عمليات التسجيل في ذلك الوقت.

أجمل وأخطر العمليات

ثم ينتقل الجعلي إلى محطة أخرى يقول إنها لا تزال حاضرة في ذاكرته بكل تفاصيلها:
قصة اللاعب الإريتري يوهانس، لاعب نادي التحرير الاريتري.
يصفها بأنها "واحدة من أجمل وأخطر" عمليات التسجيل في تاريخ الهلال، لأنها مرت بمراحل تفاوض معقدة، قبل أن يتخذ النادي القرار الجريء بإرسال طائرة خاصة إلى أسمرة، تقل اثنين من كبار أعضاء الهلال لإحضار اللاعب إلى الخرطوم.
يقول الجعلي إن التفاصيل تستحق أن تُروى على حدة، وإنها ستكون محور الجزء القادم من المذكرات.

صفقتا كدوس والثعلب

ثم يعود ليروي فصلاً آخر من فصول التسجيلات المثيرة، حين رفض محبو الهلال في بحري الخلود للراحة في الأيام الأخيرة من الموسم، وتحركوا لإكمال صفقتين مهمتين هما جمال كدوس وجمال محمد خميس (الثعلب). لاعبا الاتحاد البحراوي
كان ذلك بإذن مجلس الإدارة وترشيح كبار لاعبي الهلال السابقين، منهم:

  • فوزي المرضي
  • حافظ  عبيد
  • عبدالله موسى
  • وعلم الهلال المعروف صلاح مليشيا (رحمه الله)

حدث أخيرًا على أن يكون اللقاء في منزل الإعلامي علي الريح الكبير ، حتى لا يلفت الأمر الأنظار.
يقول الجعلي:

"تحركت مع صلاح مليشيا إلى بحري. ودخلنا في دقيقة من المجموعات. ذهب صلاح وعلي الريح لجلب اللاعبين، بينما تعاونت أنا في منزل علي الريح حتى لا يوجد شيء شيء.
وبعد وقت ليس بالطويل، عادوا ومعهم الخريف وكدوس، فترة عملان ملابس اضافية، بعد أن بلغوا إلى سيبقون في مكان آمن لأيام حتى يتم التسجيل اعتبارا.
ثم ينتقلون إلى PC، وأقمنا هناك حتى اكتملت."

 

ويتوقف الجعلي عند قصة تسجيل المدافع الدولي عن حقوق الإنسان ، فيقول:

"أيام بعد من تسجيل الدخول، تكفّل الأخ الراحل عبدالمجيد منصور  رئيس الهلال الأسبق من ماله الخاص بإكمال ضابط تسجيل تسجيل اللاعب بعد ان باع اجازته السنوية عندما كان نائبا للمدير العام في البنك الإسلامي السوداني. جمال ماركس، كان مكسباً عرف للهلال، لاعب منضبط، يعرف واجبه، ويحترم النادي.
وكان على علاقة وثيقة بالراحل صلاح مليشيا، وبالدكتور صلاح بقادي الذي كان يعمل كطبيب للنادي بدون مقابل، بل ويدفع من حسابه الخاص تكلفة العلاج الكامل. وأسرهم."

 

يقول الجعلي:

"عظمة الهلال لا تأتي صدفة. الهلال كان ولا يزال في مدرسة في الوفاء والانتماء.
هذا النادي يجذب الناس إليه بصدق مدهش، فتجد من يبذل ماله وجهده ووقته دون توقع مقابل.
أفضل للهلال بكل ما أملك، وأفتخر بأنك جزء من تاريخه.
وما يزال للهلال رجال، وما زال للهال سحر لا ينتهي."

 


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار