العلاقة بين الشمال والجنوب كوّنت شخصيتي، وجعلتني إنسانية الطابع
من بين الشخصيات السودانية النسائية التي أثبتت حضورها في المحافل العربية والدولية، تبرز الدكتورة ابتسام حسن عباس جسور، الحاصلة على دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة الخرطوم، ودبلوم وماجستير في الدراسات الدبلوماسية، وبكالوريوس في الصحافة والاتصال.
جمعت بين الفكر والثقافة والعمل الإنساني، وتشغل حاليًا رئاسة اتحاد رجال وسيدات الأعمال السودانيين في الرياض، إلى جانب نشاطها كسفيرة للنوايا الحسنة وعضو بعدد من المنظمات الإقليمية والدولية. في هذا الحوار، تفتح ابتسام جسور قلبها لـ آكشن سبورت متحدثةً عن مسيرتها وتحدياتها وإنجازاتها داخل السودان وخارجه.
ما بين أعالي النيل المولد وأمدرمان النشأة... هناك أقبية وأزقة الحارة؟
العلاقة بين الشمال والجنوب كوّنت شخصيتي، وجعلت خطواتي الأولى إنسانية الطابع. تعرّفت منذ الصغر على ثقافات متعددة في الجنوب، وكانت تلك التجربة من أجمل المساحات التي تعلمت فيها المودة والتعايش.
أول الخطوات وتعليم فك الحرف؟
بدأت الابتدائية في مدرسة بانت الشرقية بنات، ثم المتوسطة بـ العرضة الحكومية، والثانوي في أمدرمان الثانوية بنات، قبل أن أنتقل إلى مريدي الثانوية المختلطة، وهناك تعلمت الكثير من الثقافات بين قبائل الشمال والجنوب.
«ابتسام كيمياء»... لقب لم يصادف تخصصك؟
في أمدرمان الثانوية كنت شغوفة بالعلوم والثقافة والرياضة، فأطلقت عليّ الأستاذة د. سعاد جعفر لقب ابتسام كيمياء، وانتشر بين الطالبات. ورغم حصولي على منح من جامعة ليدز البريطانية وكلية طب الأسنان بجامعة دمشق، لم ألتحق بكلية العلوم.
كيف تغلبتِ على الزواج والدراسة في وقت واحد؟
تزوجت وأنا طالبة جامعية من ابن خالي، ورُزقت بثلاثة أبناء: ريان، وهي طبيبة أسنان حاصلة على ماجستير، وريم طبيبة عمومية تدرس الماجستير بجامعة أكسفورد، ومحمد يدرس هندسة الإعمار.
منظمة سفراء النوايا الحسنة... كيف بدأت؟
كانت فكرة وُلدت أثناء مشاركتي في مهرجان اليوم العالمي للطفل بمركز الملك فهد الثقافي، وتحولت إلى منظمة كرّمت العديد من المثقفين والإعلاميين والفنانين في الرياض والقاهرة والخرطوم وعدد من العواصم العربية.
هل ترين أن خلفيتك الإعلامية كان لها تأثير واضح في مسيرتك؟
نعم، فالإعلام يجري في العائلة؛ جدي هو محمد خوجلي صالحين، وخالي الإعلامي عبد العظيم عوض، أما الفنان الراحل إبراهيم عوض فهو من أقاربي. لدي كتاب قيد الطبع بعنوان قضية دارفور: دراسة واقع وتحليل، أعددته بمشاركة كاتبات عربيات تحت مظلة منظمة عربيات بلا حدود.
هل واجهتِ تحديات بعد الزواج؟
بالتأكيد، لكن زوجي جمال يوسف خضر كان خير سند بعد والدتي وإخوتي، ودعمني في مشواري الأكاديمي والإنساني، وهو سبب استمراري وثباتي حتى اليوم.
لكِ مشاركات عربية ودولية عديدة؟
شاركت في مؤتمرات وفعاليات في ألمانيا، المجر، بولندا، أمريكا، إيطاليا، تركيا، النمسا، ألبانيا، تونس وغيرها من الدول العربية والأوروبية.
هل كان لكِ دور بارز في مجال التدريب والاستشارات؟
نعم، عملت ضمن مجمع الأعمال السعودي وأكاديمية القنصل للتدريب، ومستشارة في شركة أجاويد لتنظيم المؤتمرات، كما أنني مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني السعودي، وعضو في الأمم المتحدة ضمن لجنة المرأة ومنظمة الشراكة الدولية – فيينا.
حدثينا عن جمعية أسر عزة السودان؟
هي أول بوابتي للعمل العام في الرياض، وقد وجدت فيها روح المبادرة والعطاء الاجتماعي، فكانت منصة لمواصلة النشاط الخيري والثقافي.
تم تكريمك بعدة ألقاب دبلوماسية؟
نعم، نلت لقب سفيرة الاستثمار والتعاون الدولي من هيئة الاستثمار، بحضور صاحبة السمو الأميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود، كما تم منحي لقب سفيرة النجاح والطموح في القاهرة من مجلة الحياة.
ما طبيعة مشاركاتك في الأمم المتحدة؟
أنا عضو لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، والأمين العام لسيدات الأعمال السودانيات، ورئيس وفد الإعلاميات العربيات والأوروبيات، وعضو مؤسس لمجموعة الحوار الوطني للمغتربين تحت إشراف البروفسور عز الدين عمر موسى.
صالون المرأة السودانية الأدبي... ما الجديد فيه؟
أُسس في البداية باسم صالون ابتسام جسور الثقافي، وتوقف لفترة بسبب السفر، لكنه عاد مؤخرًا إلى النشاط بجهود الفاضل هواري (الأمين العام) ومكي إبراهيم (مدير الصالون). كانت أولى فعالياته تدشين كتاب الكوتشينغ السياحي للدكتور رياض السديري، بحضور شخصيات بارزة منها السفير د. كرار التهامي، وعدد من رؤساء الكيانات الثقافية والاجتماعية.

0 التعليقات:
أضف تعليقك