معتصم جعفر: فرحة التأهل إلى نصف النهائي رسالة أمل للسودان
وفد من ود مدني حضر المباراة.. وعايش اللحظات التاريخية للمنتخب
الرياض ـ إبراهيم عوض
سجل المنتخب السوداني للاعبين المحليين إنجازًا تاريخيًا بتأهله إلى نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين (الشان) بعد انتصار ملحمي على المنتخب الجزائري بركلات الترجيح، وما زاد الحدث جمالًا هو التصريحات الصادقة والصريحة التي أدلى بها رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، الدكتور معتصم جعفر سرالختم، والتي جسدت فرحة الشعب السوداني بالانتصار، وأبرزت أهمية الدعم الفني والإداري في تحقيق هذه النتائج.
قال معتصم في تصريح حصري لـآكشن سبورت من منزله في الرياض:
\"ما نحن فيه من انتصارات نعمة من نعم الله علينا، ونعمة على شعب السودان الذي يستحق أن يفرح دوماً وأبداً، وأن يكون شعبًا آمنًا ومستقرًا ومتطورًا. نحن سعيدون بهذا الفوز وبالتأهل إلى هذه المرحلة، وراهنا على هؤلاء الشباب حقيقة، ولم يخذلونا قط.\"
وأضاف: \"هذه التوليفة من أبنائنا اللاعبين نتاج جهد إداري وفني بدعم من الدولة والجهاز الفني، وبدعوات كل الشعب السوداني حققنا الوصول لهذه المرحلة، وأتمنى أن تتواصل الانتصارات حتى نؤكد الغرض من وجود السودان في مثل هذا المحفل. وكل مرة أؤكد أن قرار الاتحاد السوداني بمواصلة المشاركة في كل الاستحقاقات هو قرار صائب، ومجلس الإدارة امتلك الجرأة والشجاعة في مواصلة هذا الجهد.\"
الانتصار هديتنا للشعب السوداني
وأكد رئيس الاتحاد أن الدعم الدولي كان له دور بارز، مشيرًا إلى مساندة المملكة العربية السعودية التي قدمت معسكرات تدريبية مناسبة سمحت للجهاز الفني بتحقيق إيجابيات فنية واضحة، مؤكدًا : \"نهدي هذا النصر لكل الشعب السوداني، على رأسه القائد سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ، ولكل أركان الدولة، كما نقدم التهنئة لشعبنا الصابر والصامد، ونتمنى أن يكون ما تحقق من انتصارات يوازي انتصارات جيشنا البواسل في تطهير أرضنا من الاعتداء الغاشم.\"
وأوضح الدكتور معتصم أن بطولة النخبة التي أقيمت داخل السودان كان لها أثر كبير على أداء المنتخب، وقال: \"أعتقد أن أي نشاط داخلي ينعكس دائمًا على تشكيلات وسير أداء المنتخب الوطني، وحتى على أداء أنديتنا، لأن النشاط الداخلي يتيح ظهور مواهب جديدة ويعزز تنافسية اللاعبين، وهذا ما يساعد على تحقيق نتائج طيبة للأندية وللمنتخب.\"
فرحة عائلية ومكالمات من كل أنحاء العالم
لم يقتصر الاحتفال على ملعب البطولة، بل امتد إلى منزل الدكتور معتصم جعفر سرالختم في الرياض، حيث عمت الفرحة أرجاء البيت بعد صافرة نهاية المباراة. كان نجله الصغير جعفر البالغ من العمر 8 سنوات، يرقص فرحًا مع والده، بينما كان الضيوف يشاركون العائلة فرحتها، من بينهم أحمد محمد سعيد كنان، رئيس نادي الوحدة الكريبة بالدرجة الأولى وعضو الاتحاد المحلي لكرة القدم بودمدني، وعلي العبيد عثمان، رئيس نادي النيل مدني سابقًا، والأستاذ سامح حمدالنيل علي، والزميل عصام عبدالسلام.
رصدت آكشن سبورت المشاهد الاحتفالية في المنزل، حيث كان الدكتور معتصم يتلقى التهاني الحارة من أفراد أسرته وضيوفه، في حين تدفقت المكالمات الهاتفية من مختلف أنحاء العالم، ومن مسؤولين كبار وأعضاء اتحاد كرة القدم وأندية الهلال والمريخ والاتحادات المحلية. وكان أول اتصال تلقاه الدكتور معتصم من الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية الأسبق، ليكون أول مبعوث تهنئة رسمية من بين المئات التي استقبلها خلال الأمسية.
عمل جماعي
وتحدث الدكتور معتصم وسط الأجواء المبهجة قائلاً: \"شكراً لكل من هنأنا، ونأمل أن نستمر في تقديم فرحة مماثلة للشعب السوداني، وأن نحقق المزيد من النجاحات في البطولة، فالنجاح اليوم ثمرة عمل جماعي من اللاعبين والجهاز الفني والإدارة، وجهود الدولة ودعم الجماهير.\"
وأكمل: \"كانت لدينا بعض المخاوف من ضغط المباريات المتواصلة في زمن قصير، لكن الجهاز الفني تعامل مع اللاعبين بدنياً ونفسياً بشكل ممتاز، وهو ما انعكس على الأداء المتميز والروح القتالية التي ظهرت في المباراة ضد الجزائر. الآن يتحمل اللاعبون مسؤولية أكبر في نصف النهائي، ونتمنى أن يكونوا عند حسن الظن وأن يصلوا إلى المباراة النهائية.\"
قاعدة مهمة
لقد أثبت المنتخب السوداني للاعبين المحليين أن الإرادة والطموح والإعداد الجيد يمكن أن يصنع المستحيل، وأن الظروف الصعبة والإمكانات المحدودة لا تعيق الإنجازات الكبيرة. ومن خلال هذا الفوز، أرسى صقور الجديان قاعدة مهمة: الاهتمام بالمنتخب الوطني يجب أن يكون مسؤولية دائمة، وأن الدعم الفني والإداري والمجتمعي هو السبيل لتحقيق المزيد من النجاحات.
الفرحة التي عمت منزل الدكتور معتصم، مع نجله وأصدقائه وضيوفه، كانت مرآة صادقة للفرحة التي يعيشها كل الشعب السوداني اليوم، مؤكدين أن الكرة الوطنية قادرة على إعادة الأمل والفخر في زمن قلّت فيه الأفراح، وأن القادم لا بد أن يكون أكثر إشراقًا.
0 التعليقات:
أضف تعليقك