الخميس 18/سبتمبر/2025
يسلم سيدي.. تسلم

يسلم سيدي.. تسلم

أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد

نقلت صحيفة آكشن سبورت حديثًا عن الهلال خطَّه يراع الأستاذ الموريتاني يسلم سيدي.
وقد كتب الأستاذ يسلم معلّقًا على لقطة من مران الهلال بتنزانيا، متناولًا من خلالها تاريخ الهلال وعراقته وثقافته.
وإليك أيها القارئ الكريم شذرات من حديثه:
قال يسلم – سلمت أياديه –:
\"الهلال السوداني ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل يمثل مدرسة عريقة تعمل باحترافية على مختلف الأصعدة.\"
ثم أردف:
\"الأزرق يملك تاريخًا وموروثًا يجعله ظاهرة رياضية وثقافية واجتماعية متكاملة.\"
وأضاف أن لقطة المران التي شاهدها ليست مجرد مشهد عابر أو زاوية فنية موثقة، بل هي رسالة تحمل دلالات كبيرة ومعانٍ عميقة، وتجسد رؤية بعيدة لنادٍ اعتاد على التحليق عاليًا.
انتهى حديث الأستاذ يسلم.
وله أقول متسائلًا:
هل كل هذا الوصف، بل هذا الوجد والذوب الصوفي العميق الرقيق، جراء مجرد لقطة صامتة جامدة؟ كيف حركت فيك هذه اللقطة كل هذه الأحاسيس؟
وكيف كان سيكون حالك لو كنت هلاليًا دافرًا في الصفوف، تشهد توهج الهلال على الملعب في قلعته الزرقاء؟
كيف يا يسلم لو عاصرت عهد البابا، وشهدت يومًا سجل فيه الهلال درر الأندية التي كانت تنافسه في دوري الدرجة الأولى: المريخ والنيل والتحرير؟ وحينما سُئل: من أين لك هذا المال الذي سجلت به هؤلاء الدرر؟ أجاب: \"سجلناهم بسحر الهلال.. وللهلال سحر لا يُقاوم.\"
كيف يا سيدي يسلم لو كنت معنا يوم أن استقبلت نيالا بعثة الهلال، التي جاءت إليها برغم المخاوف والمحاذير لإقامة معسكر؟
كانت نيالا آنذاك تعيش حالة حظر شامل، حيث ينام إنسانها قبل الطير على أصوات المدافع والبنادق. لكن ما إن حطت بعثة الهلال رحالها بأرضها، حتى سادتها حالة وقف إطلاق نار غير معلن، وارتفع حظر التجوال دون قرار. عاشت نيالا أيامًا من الفرح والاحتفال، فانفتحت مسارحها أمام الجمهور، وحضروا ليالي الغناء والطرب.
وتدافع نحو ملاعب التمارين الإخوة الذين كانوا يحملون السلاح في وجه بعضهم، لكن جمعهم حب الهلال المتأصل في قلوبهم، فأنساهم عشق الهلال ما زرعته السياسة بينهم، وتعانقوا إخوة متحابين.
وليتك يا يسلم شهدت زيارة الأرباب وزوجته أم أحمد والبرنس هيثم مصطفى لمعسكر (كلمة)، الذي استعصت زيارته على الرئيس يومها، فإذا بأبوابه تُفتح مشرعة بالحب في وجه الأرباب والوفد المرافق له.
وكيف كان سيكون انطباعك وشهادتك على الهلال لو علمت أن رئيسه الأرباب ذهب من المطار مباشرة إلى حي طرفي في الخرطوم لتقديم العزاء لأسرة مشجع الهلال الصغير أحمد خالد، الذي ارتقى شهيدًا حينما صعقته الكهرباء وهو يحاول رفع علم الهلال فوق سارية منزلهم؟
وكيف أيها الأخ الكريم لو علمت أن الهلال هو رافع راية الديمقراطية والتداول السلمي في خدمة بلاطه؟
وكيف لو علمت أن البابا قال عن حكيم أمة الهلال الأستاذ طه علي البشير: \"لقد ظل يحمل الهلال على كتفيه على مدى ربع قرن\"، فجاء رد الحكيم قائلًا: \"بل تشرفت بالعمل خادمًا لبلاط الهلال على مدى ربع قرن.\"
ثم الكثير الكثير المثير الذي تميز به الهلال عن أقرانه في السودان وخارجه.
ختامًا
شكرًا أستاذ يسلم على صدق إحساسك الذي فجّرته مجرد لقطة.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار