الخميس 18/سبتمبر/2025
(معركة) من وراء حجاب…

(معركة) من وراء حجاب…

طق خاااص

خالد ماسا


كتب الأستاذ خالد عزالدين على Footall العبارة التالية: \"هناك من لا يجيدون إلا تعطيل حركة السير، ولكن عليك أن تكون قويًا وتواصل مسيرتك\"، وبالضرورة لا مجال لفصل ما بين الأقواس عن السياق الذي كُتبت فيه، وهو سياق التحذير القانوني الصادر عبر الصفحة الرسمية لنادي الهلال بسبب ما سمّاه التحذير استغلال المحتوى الخاص بالنادي وربطه بإعلانات تجارية. التحذير لم يذكر Footall بشكل مباشر، إلا أن الأمر لا يحتاج إلى \"لبيب\" حتى يفهم من المقصود في العبارة والتحذير.

برأيي، خلق الأستاذ خالد عزالدين المشكلة، ثم عاد بعد ردة الفعل الطبيعية ليدعو الآخرين في ذات الموقع للنقاش حولها، عسى أن يبدو الأمر موضوعيًا ومنطقيًا. وهو الذي لا يغيب عليه مفاهيم \"الملكية الفكرية\" والحقوق المادية والأدبية. وأي باحث في المحتوى المنشور سيتأكد بأن هناك استسهالًا كبيرًا من جانبه في مسألة التعامل مع المحتوى المنتج عبر صفحة النادي بمختلف أشكاله، دون حساسية في حفظ الحقوق أو مجرد الإشارة إلى حق الصفحة ومن يقف خلف هذا المجهود. ولا أعتقد أن استدرار التعاطف الجماهيري بدواعي تعطيل المسيرة سيُحلّل ما حدث، حتى لو برّرت ذلك مناقشات المادة المبذولة في الفضاء المتفاعل أو حتى المحاكم، لأن هذه المهنة تحكمها \"أخلاقيات\"، والتكسب منها لا يشبه قيم السوق.

وبالتالي، كان من الأوفق وضع التحذير الذي قدّمه النادي في مقامه الصحيح، بدلاً من توهّم معركة \"حسد\" بينه وبين الآخرين، ببساطة لأن أسبابها غير موجودة إلا في الخيال.

الهلال كنادٍ وموقع رسمي يملك المحتوى بكل أشكاله، وقادر – وبشكل مُجمع عليه – على إدارته وإنتاجه بشكل احترافي. والصفحة الرسمية للنادي ليست جزءًا من سباق التربّح الذي يشغل البال ويفقد صاحبه الاتزان، وبالتالي فالتحذير هو في حدود حفظ الحقوق وصونها.

هنا، وبدون استدعاء صحيفة \"السوابق\"، يمكننا السؤال: أليس من الممكن أن يمارس الصحفي كامل حقوقه الصحفية دون الدخول في مساحات حقوق الآخرين؟

تلك كانت واحدة من أكثر معاركنا في الوسط الصحفي، بسبب نزوات محسوبين على المهنة أرادوا أن يجعلوا من مجموع \"الناشرين\" جزءًا من الصحفيين، لتسود قيم الربح والخسارة على قيم المهنة، وبالتالي تتحول الصحيفة أو الموقع إلى (كنتين) تُحكم بضاعته بما يدخل في الحساب دون أي اعتبار للرسالة الصحفية والضوابط التي تحكم العائد منها.

أنا أعرف أصحاب مصلحة في شيطنة الصحافة والأقلام في الهلال، وتقف حروفنا في الصندوق القتالي ضد أصحاب هذه المصلحة، وذلك لإيماننا بأن دور الصحافة لا يقل عن دور الإدارة واللاعبين في شيء. وما من أحد يستطيع أن ينكر فضل وموقف الأستاذ خالد عزالدين في معارك الحق الهلالي، إلا أن هذا الحق نفسه يستوجب علينا التزام الموقف السليم في المشاحنة الأخيرة، والتي لا تخدم الهلال ولا تخدم السباق الذي يخوضه الأستاذ على ظهر بغلة \"السبق الصحفي\" ومدرسة \"تأكيدًا لانفرادنا\"، التي أودعتها مدارس الحداثة والتفاعل وصحافة المواطن في أرشيف ومتحف الكتابة الصحفية.

باعتقادي، فإن الأستاذ كان قد جرّب طَعم الافتراء على حقوقه الصحفية عندما تم اتهام ما يقوم بنشره بإفساد صفقات اللاعبين، وهي بالضرورة شماعة يعلّق الإداريون فشلهم عليها بقصد تقليم أظافر الأقلام. وبالتالي، كان من المتوقع منه حساسية أكبر عند التعامل مع حقوق الزملاء أولاً، وأن السعي حثيثًا لتكذيب اجتهادهم في العديد من الأخبار والمواد الصحفية يخرج من إطار أخلاقيات المهنة.

\"شعرة\" تفصل الصحفي والأدوات التي يستخدمها في مهنته الصعبة عن \"الناشر\" الذي يحسب المسألة بدفاتر \"الدائن\" و\"المدين\" والدخل والمنصرف. ولا توجد تركيبة جيدة تنتج \"خلطة\" بين الاثنين، لأن عقل الكسب المالي \"براغماتي\"، وغايته في الغالب تبرّر الوسيلة.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار