الخميس 18/سبتمبر/2025
ما مكتوبة ليك يا سودان

ما مكتوبة ليك يا سودان


الفاضل حسن (سقراط)

هناك مثل إنجليزي يقول: (لا تفكر في عبور النهر قبل بلوغ النهر). سبق وأن حذرنا من خطورة الفريق المدغشقري، حيث إنه فريق متطور ومنظم ويلعب بانضباط تكتيكي عالي جدًا. إلى جانب هذه المميزات، هناك ثلاثة أسباب أدت إلى خسارة منتخبنا:

أولاً: ساعد المنتخب السوداني منتخب مدغشقر في بلوغ المباراة النهائية بالشرود الذهني المطلق والشرود الذهني اللحظي. فمنذ أن تخطى منتخبنا منتخب الجزائر في دور الـ8، أصبحنا جميعًا لاعبين ومشجعين نفكر في المباراة النهائية، وهذا هو الشرود الذهني المطلق (لا تفكر في عبور النهر قبل بلوغه). أما الشرود الذهني اللحظي، فقد بدأ منذ الدقيقة 79، لحظة طرد اللاعب رازافيمارو، فبدأ اللاعبون وكأن المباراة انتهت لصالح السودان، وظهر ذلك جليًا في ضياع الفرص السهلة من تحت أقدامهم، وكذلك في التمركز الخاطئ لخط الدفاع لحظة دخول الهدف، حيث كانت الوضعية 2 ضد 5، فلم يستطع 5 مدافعين إيقاف مهاجمين اثنين فقط.

ثانيًا: الإرهاق البدني للاعبي منتخب السودان، حيث إن معظمهم من فريقي الهلال والمريخ، واللذين خاضا موسماً طويلاً بداية من الدوري الموريتاني ودوري النخبة، وكذلك التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم.

ثالثًا: عدم وجود بديل كفؤ في كل مراكز الملعب، حيث لم يظهر اللاعب البديل بفاعلية كافية لإحلال المصاب صلاح عادل، ولا حتى اللاعب إرنق لتغطية نفس المركز.

وبنظرة سريعة إلى إحصائيات المباراة نجد أن نسبة الاستحواذ كانت 49% للسودان و51% لمدغشقر، التسديدات من داخل منطقة الجزاء 11 إلى 6، ومن خارج منطقة الجزاء 4 إلى 8، العرضيات 31 إلى 24، إجمالي التمريرات 385 إلى 399، نسبة التمريرات الصحيحة 72% إلى 73%، الركنيات 10 إلى 9، حالات التسلل 4 إلى صفر، البطاقات 4 إلى 6 صفراء وصفر إلى 1 حمراء. وفي آخر 5 مباريات، فاز السودان في 3، وخسر واحدة، وتعادل في واحدة، أما مدغشقر فاز في واحدة، وخسر واحدة، وتعادل في 3 مباريات.

كل التوفيق للمنتخب السوداني في مباراة تحديد المركز الثالث ضد السنغال، والمطلوب من الجهاز الفني التركيز على الإعداد النفسي والذهني، وإخراج اللاعبين من آثار خسارة مباراة مدغشقر، وتحفيزهم للظفر بالميدالية البرونزية لبطولة الشان.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار