الخميس 18/سبتمبر/2025
حين يغيب التكافؤ… تتصدع الأسرة

حين يغيب التكافؤ… تتصدع الأسرة

بين الناس
أكرم الحلاوي

الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، واستقرارها مرهون بحسن اختيار الشريك المناسب الذي يحقق معاني المودة والرحمة، ويجسد القيم الدينية والأخلاقية. فالزواج ليس مجرد عاطفة عابرة، وإنما هو شراكة تقوم على أسس راسخة من الدين والقيم والاحترام المتبادل، ولا يكتمل هذا البناء إلا بتحقق مبدأ التكافؤ بين الزوجين في الدين والأخلاق والفكر وطريقة الحياة. فحين يُغفل عن هذا المعيار، تتحول الحياة الزوجية إلى ساحة صراع تنعكس آثاره المؤلمة على الزوجين والأبناء والمجتمع بأسره. ولعل ارتفاع نسب الطلاق في السنوات الأخيرة يعود بدرجة كبيرة إلى سوء الاختيار منذ البداية، إذ يُبنى القرار أحيانًا على المظاهر أو المصالح المؤقتة، فيغيب الانسجام الحقيقي، وتطفو الخلافات اليومية التي تهدد استقرار الأسرة.
وقد وضع الإسلام معايير واضحة لحسن الاختيار، قال ﷺ: \"فاظفر بذات الدين تربت يداك\"، وقال أيضًا: \"إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه\". فالدين وحسن الخلق هما الركيزة الأولى لاستقرار الحياة الزوجية، بينما المال والجمال قيم مكملة لا تصلح أن تكون أساسًا.
وعلى الجانب القانوني، تعكس ساحات المحاكم نتائج سوء الاختيار من طلاق ونفقة ونزاعات حضانة، ورغم أن القانون يحفظ الحقوق، إلا أنه لا يمحو الآثار النفسية والاجتماعية، خاصة على الأبناء الذين يدفعون الثمن الأكبر من قلق واضطراب وضعف في الاستقرار العاطفي.
نصيحة للمقبلين على الزواج:
تأنوا في اتخاذ قرار الزواج، ولا تجعلوا العاطفة وحدها حكمًا؛ فالعاطفة رغم أهميتها لا تكفي وحدها لتشييد بيت مستقر. لا بد من الموازنة بين العقل والقلب، والحرص على اختيار شريك يتوافق في القيم والمبادئ، ويمنح الاحترام والتقدير. كما أن استشارة الأهل وأصحاب الخبرة تضيف بعدًا أوسع ورؤية أوضح تساعد على اتخاذ قرار حكيم يمهد لحياة سعيدة مستقرة.
ختامًا:
الزواج مشروع حياة، والاختيار الواعي هو حجر أساسه. فإذا اجتمع الوعي الديني مع التأني في القرار، وأُحسن النظر في العواقب، استطعنا أن نبني أسرًا مستقرة تسهم في ترسيخ مجتمع متماسك قوي البنيان

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار