الخميس 18/سبتمبر/2025
حاسب قبل أن تناسب

حاسب قبل أن تناسب

في الصميم

حسن أحمد حسن

في الآونة الأخيرة تعددت الخلافات الزوجية حتى وصلت مرحلة القتل والتشفي بالغدر، ليس دفاعًا عن الشرف أو الرجولة أو الغيرة، وإنما بسبب ظهور سلوكيات سلبية كانت مخفية قبل الزواج وظهرت بعده للعلن. وأغلب تلك الزيجات التي تمت، كانت على عجل وبذريعة مقولة: \"خير البر عاجله\"، فيقال: باركوها، وبدلًا من فترة خطوبة وتعارف يتم العقد مباشرة، وقولوا : بسم الله كله يتم ويتيسر.. كل ذلك يحصل بسرعة البرق. وبالسرعة نفسها قد يأتي القتل والتشفي، وكثير من القصص والحكايات والمشاهد المحزنة في ملفات الجرائم الزوجية، وغالبًا ما تكون الضحية الزوجة.

لذا، لابد للأسرة أن تدرس جيدًا المعايير المطلوبة للاختيار في الزواج، ومن أهمها:

اختيار النسب الصالح

لأن للنسب دورًا كبيرًا في استقرار الحياة الزوجية أو هدمها، وله دور في نشوب أو حل المشاكل الزوجية، وله دور في تقويم الطرف المخطئ، وكذلك في تربية الأولاد وغرس المبادئ فيهم.

من يريد الزواج، لا ينظر فقط إلى الجمال أو المال أو الوظيفة، بل يركز على النسب، وهذه نقطة مهمة جدًا يغفلها ويتجاهلها أغلب المقبلين على الزواج؛ إذ قد يكون هناك نسب مؤذٍ، يمكن أن يخرب ويهدم الأسرة ويؤذي الأطفال.

فلا بد عندما يقرر الشخص الزواج أن يُحسن الاختيار في النسب، وأن يكون من الناس الطيبين، أهل الدين والاستقامة، الذين إذا اختلفت معهم يصونون العشرة ويحفظون الود، وإذا كان لك حق عندهم يأتونك به من غير أن تسأل عنه.

التركيز في اختيار النسب مهم للغاية، لأن من سيتزوج سيتزوج منظومة كاملة وليس فردًا فقط؛ منظومة بمبادئها وثقافتها وطباعها. ولابد أن تكون مرتاحًا مع المنظومة كلها، وإلا ستتعب جدًا بعد توقيع عقد النكاح.

هناك بعض الرجال أو النساء يعملون بمنظومة: \"تمسكن حتى تتمكن\".

فحاسب قبل أن تناسب.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار