الخميس 18/سبتمبر/2025
الهلال خطوة في الاتجاه الصحيح… ولكن!

الهلال خطوة في الاتجاه الصحيح… ولكن!

بلاميعاد: عوض أحمد عمر

• بخطوته الأخيرة في التحذير من استغلال اسمه ومواده الإعلامية، وضع الهلال نفسه على الطريق الصحيح، لكنها خطوة تحتاج إلى أن تدرج ضمن استراتيجية متكاملة لضمان حماية الحقوق واستثمارها بمنهجية واضحة.

• فالأندية الرياضية اليوم لم تعد مجرد كيانات تنافسية داخل الملاعب، بل أصبحت مؤسسات اقتصادية واجتماعية تؤثر في الإعلام والثقافة والاقتصاد وكل مفاصل المجتمع.

• ما يجعل من الضروري وجود استراتيجيات واضحة لحماية الموارد والحقوق الفكرية، وتحويل المحتوى الإعلامي إلى مورد مالي مستدام يعزز موارد النادي ويمنحه الاستقلالية في نشر وإدارة المحتوى وتوجيهه بما يخدم استراتيجية النادي.

• الهدف الأساسي لأي نادٍ جماهيري بحجم الهلال هو حماية حقوقه الفكرية والمالية من أي استغلال غير مشروع، وتنظيم استثمار علامته التجارية ومحتواه الإعلامي بما يوفر موارد إضافية لدعم نشاطاته، مع بناء استراتيجية اتصال متوازنة تتيح له الانفتاح على الإعلام دون أن ينتقص ذلك من حقوقه كاملة.

• لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب أكثر من بيانات تحذيرية استدعتها ظروف وقتية.

• فهو يحتاج إلى إطار قانوني وإعلامي مواكب يضع حداً للاستغلال المجاني (العفوي والمقصود)، ويؤسس لشراكات ذكية مع وسائل الإعلام، ويطور المنصات الرسمية لتصبح المرجع الأول للجماهير، مع تدريب الكوادر الإعلامية على سياسات متوافقة مع الرؤية الاستراتيجية للنادي.

• حماية الحقوق تتحقق عبر تسجيل وتوثيق كل ما يرتبط بالنادي كملكية فكرية، وإبرام شراكات رسمية تضمن مردوداً مالياً عادلاً يوازي حجم الهلال وجماهيره الغالبة داخل وخارج الوطن.

• كما أن تسويق هذا المحتوى بوصفه منتجاً قابلاً للربح عبر الاشتراكات وحقوق البث والإعلانات يحول الإعلام من أداة دعائية إلى رافعة مالية استراتيجية، فضلاً عن تفعيل آليات قانونية لملاحقة الانتهاكات ووضع خطط لإدارة الأزمات الإعلامية لتجنب ردود الأفعال العاجلة.

• تحذير مجلس إدارة الهلال الأخير خطوة مهمة، لكنه يظل ناقصاً إن لم يندرج ضمن رؤية استراتيجية شاملة.

• والسؤال الجوهري: هل صدر التحذير كجزء من استراتيجية وتصور متكامل، أم مجرد رد فعل لمحتوى منافس أو ناقد؟

• القيمة الحقيقية تكمن في تحويل هذه المبادرة إلى نقطة انطلاق لإدارة احترافية للحقوق والمواد الإعلامية بما يضمن تعظيم الموارد واستدامة الحضور الإعلامي المؤثر.

▪️ آخر الكلام ▪️

• الناظر إلى تجارب الأندية الرياضية الكبرى يقف على حقيقة كيف يمكن تحويل الحقوق الإعلامية إلى صناعة قائمة بذاتها.

• هذه الأندية تعتمد على منصاتها الرقمية لتقديم محتوى حصري وتحقيق عوائد مباشرة من الجماهير عبر الاشتراكات وحقوق البث والإعلانات.

• كما تسجل كل ما يتعلق بالعلامة التجارية وحقوق الملكية الفكرية، وتبرم عقود شراكة واضحة مع وسائل الإعلام، وتضع فرقاً قانونية لمتابعة أي انتهاكات، ما يعزز استقلالها المالي ويقوي حضورها الإعلامي.

• هناك الكثير من التجارب التي يمكن الاقتداء بها في إدارة الحقوق الإعلامية واستثمارها بطريقة استراتيجية مستدامة.

• لقد بات واضحاً أن التعامل مع وسائل الإعلام لم يعد مجرد علاقة دعائية، بل تحول إلى شراكة اقتصادية واستراتيجية تتطلب مواكبة وحضور.

• ومن ثم، فإن أي خطوة من الهلال أو غيره في هذا الاتجاه يجب أن تُبنى على رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة تضمن صيانة الحقوق وتعزيز الموارد، وتحويل الإعلام من مجرد ساحة للاستهلاك المجاني إلى مجال استثماري فاعل يرسخ مكانة النادي ويضمن استدامة نجاحه على المدى البعيد.

• فالاستثمار في الحقوق الإعلامية ليس أمراً طارئاً أو موسمياً، بل ضرورة تواكب التطور العالمي في الرياضة وتضمن تمكين النادي من استثمار كامل إمكانياته بشكل مستدام ومؤثر.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار