الخميس 18/سبتمبر/2025
المنتخب الوطني في "الشان" … كان بالإمكان أفضل مما كان

المنتخب الوطني في "الشان" … كان بالإمكان أفضل مما كان

بلا ميعاد : عوض أحمد عمر

• لم تكن هزيمة المنتخب الوطني أمام مدغشقر في نصف نهائي بطولة \"الشان\" مجرد خسارة مباراة، بل حدثاً عكس بوضوح ما تعانيه منظومة كرة القدم السودانية من خلل، وكان بمثابة جرس إنذار بضرورة مراجعة شاملة تتجاوز حدود النتيجة إلى جوهر المشكلات التي ما عادت خافية على أحد.

• ما يُحزن ليس الإقصاء ذاته، وإنما الطريقة التي جاء بها، بعد مشوار أثار في النفوس بارقة أمل وأعاد للجماهير حلم العودة إلى منصات التتويج.

• لقد قدم المنتخب في الأدوار الأولى أداءً مميزاً، تصدر مجموعته على حساب منتخبات عريقة كالسنغال ونيجيريا، ثم أطاح بالجزائر في مباراة حفلت بالإجادة والروح القتالية.

• غير أن ما ميز المنتخب في البداية من تجانس وروح قتالية تلاشى عند لحظة الحسم.

• اجتهادات غير موفقة من المدرب كواسي أطاحت بتوازن الفريق، بدءاً من التشكيلة، ثم التبديلات التي لم تضف حلولاً بل أضعفت الأداء وأربكت الإيقاع.

• والأدهى أنه لم يحسن استثمار النقص العددي لمدغشقر، الذي لعب بعشرة لاعبين في زمن حاسم ومهم.

• ربما لا تخلو الصورة من تساؤلات مشروعة: أهمها، هل ثمة ضغوط غير فنية أثرت في خيارات المدرب وفرضت مشاركة عناصر بعينها؟ وغيرها من الأسئلة التي تمس نزاهة القرار الفني واستقلاليته بل واحترافيته.

• ورغم ذلك، يبقى الإنصاف واجباً: فاللاعبون لم يقصروا، وما قدموه يفوق التوقعات في ظل واقع صعب اتسم بضعف الإعداد وقلة الاهتمام، وغياب المنافسات المحلية الجادة.

• إن وصول المنتخب إلى نصف النهائي يعد إنجازاً بحد ذاته، لأنه تحقق بإرادة وجهد اللاعبين.

• الجهاز الفني الذي بدأ جيداً واستحق الإشادة، إلا أنه يتحمل الوزر الأكبر للهزيمة التي تعرض لها منتخبنا أمام مدغشقر.

• فقد أخفق في قراءة المباراة ولم يحسن إدارة التبديلات، وأضاع فرصة تاريخية كانت في متناول اليد.

• المؤكد أن الأمر بكلياته أكبر من نتيجة مباراة واحدة، وأعمق من خطأ مدرب في إدارة لقاء.

• ما حدث انعكاس لواقع كروي مترهّل، يفتقر إلى التخطيط، ويعاني من غياب الرؤية، والاعتماد على الحلول العاجلة وتأسيس القرارات على ردود الأفعال.

• فكيف لمنتخب يشارك في منافسة قارية وينشد البطولة دون إعداد حقيقي أو اهتمام يوازي حجم الحدث؟

▪️آخر الكلم▪️

• ومع ذلك، ما حدث في \"الشان\" ينبغي أن يُقرأ بميزان الاعتدال: ففي الجانب الإيجابي أثبت أن السودان يملك لاعبين قادرين على مقارعة كبار القارة متى ما توفرت لهم بيئة صالحة، وفي الوجه الآخر السالب كشف عمق الأزمة الإدارية واختلال الأولويات.

• بين هذا وذاك، تبرز الحاجة إلى إصلاح جذري يبدأ من الاتحاد، وما يتبعه من جهاز فني متكامل وجهاز إداري محترف، وينتهي ببرنامج إعداد طويل المدى يضمن الاستقرار والتطور.

• الجماهير التي منحت ثقتها للمنتخب لا تطلب المستحيل، وإنما إدارة رشيدة تعيد للكرة السودانية مكانتها ومجدها.

• فالهزيمة أمام مدغشقر، مهما كانت قاسية، يمكن أن تتحول من جرح في الذاكرة إلى نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة أكثر وعياً ونضجاً.. هذا إذا قدر لنا أن نملك الشجاعة لمواجهة الحقائق، وأن ندرك أن لا إنجاز بلا عمل مؤسسي، ولا تتويج بلا تخطيط ممنهج ورؤية شاملة ناضجة.

📧 Omeraz1@hotmail.com


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار