الخميس 18/سبتمبر/2025
إعادة "هيكلة" القطاع الرياضي

إعادة "هيكلة" القطاع الرياضي

طق خاااااص

خالد ماسا

وبنوع من التفاؤل الشديد، يستقبل أهل الهلال أخبار استعدادات النادي للموسم الجديد، والتي استطاع المجلس، بمجهوداته في ملف الإحلال والإبدال، أن يضع الجميع في وضعية \"الاطمئنان\". وما زال العشم موجودًا في لمسات أخيرة تُكمل ما تم في البدايات بخصوص الخانات التي ظلّت تُشكّل صداعًا مستمرًا في تشكيلة الهلال، ويرى البعض أنها كانت أحد أسباب خسائر الموسم الماضي على المستوى الإفريقي.

وعندما نتحدث عن إعادة هيكلة القطاع الرياضي، فإننا ننطلق من أساس أهمية هذا القطاع، وإدراكنا التام بالأعباء الجسيمة التي ظل يتحملها طوال السنوات الماضية. وليقيننا بأن فاعلية هذا القطاع وتحقيقه للسقف الأعلى من المطلوبات يمكن أن تتحقق إذا تمّت إعادة بنائه بما يتناسب مع جدول المهام المراد تحقيقها، مقابل توفّر الموارد \"المالية\" و\"البشرية\" لهذا المجلس.

يحتاج القطاع الرياضي بالهلال إلى إعادة هيكلة من حيث المهام والأوصاف الوظيفية، بحيث تكون المهام بالصلاحيات \"الإشرافية\" لأصحاب المنصب الإداري في المجلس، كما هو معمول به في غالبية الأندية بوزن ومكانة الهلال، وتشمل التخطيط ورسم جدول المهام والاستراتيجيات ومتابعة تنفيذها، بينما تُترك المهام \"التنفيذية\" لموظفين يتم استقطابهم على أساس الكفاءة والمقدرة، بعيدًا عن \"تهافت\" معلومين لم يملّوا من السعي خلف أضواء هذا القطاع ونجوميته.

هيكلة هذا القطاع تكتسب أهميتها من كونه أقرب الدوائر للفريق، وبالتالي يجب أن تُصاحب هيكلته نقلة نوعية من حيث الكفاءة تُناظر ما حدث في عملية بناء الفريق وجهازه الفني. كما يجب أن تحدث فيه عملية إعادة تقييم لأداء الكادر الموجود في هيكل \"الوظائف\" الحالي، ومدى مناسبة مؤهلاتهم وإمكانياتهم للمرحلة القادمة. وعلينا أن نعلم أن خسائر الميدان ليست كلها بسبب اللاعبين والجهاز الفني، لأن أي خلل في البيئة التي يهيئها هذا القطاع يخصم من النتائج المخطَّط لها ويهزم المجهود الذي تقوم به الإدارة.

لا يحتمل هذا القطاع الأداء الفردي والمعزول عن بقية الهيكل الإداري في الهلال، كما أنه لا يحتمل الكيمياء المتشاكسَة وأجواء \"العكننة\" والأداء الاستعراضي غير المنسجم. وبالتالي، نرى أن يحتفظ أعضاء المجلس في القطاع بسلطة الإشراف والقرار حتى يتوفّر شرط الرقابة والتقييم والمحاسبة للكادر الموجود في المهام التنفيذية.

ولأن الأجواء التي يصنعها المجلس الحالي ليست طاردة كما هو الحال في أوقات سابقة، فإننا نعتقد أن أمام المجلس خيارات عديدة ليختار من بينها ما يمكنه من إكمال وإعادة هيكلة القطاع.

إنغماس أعضاء مجلس الإدارة في المهام التنفيذية يؤدي إلى استهلاك طاقاتهم، ويضعف الجانب الرقابي على الخطة والمهام، ويفتح الباب لتقاطع الصلاحيات والاختلاف عليها، ويفاقم من سلبيات شهوة السلطة على حساب المصلحة العامة في الهلال. ولذلك، نتوقع من المجلس أن يُولي هيكلة هذا القطاع بالذات الأولوية القصوى قبل الدخول في زحمة وضغط المنافسات.

وعلى الأقل، فإن إعادة الهيكلة تزيح عن كاهل مجلس الإدارة عبء المشاكل المُرحَّلة والقديمة في القطاع، وتفتح صفحة إنجازات جديدة ببناء بيئة إدارية مساعدة للفريق وجهازه الفني لتحقيق ما يتمناه الشعب الهلالي في الموسم الجديد.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار