الخميس 18/سبتمبر/2025
أخبار ملغومة وأحبار سامة

أخبار ملغومة وأحبار سامة


الزبير نايل
وجد الناس أنفسهم أمام سيلٍ جارفٍ يجتاح أمنهم الاجتماعي وسكينتهم النفسية، بسبب ما تطفح به وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات مضللة وأخبار مزيفة، بعدما امتلك الفرد سلطة بثّ المعلومات دون رقيب أو معايير أخلاقية تكبح شهوة النفس في السبق بالمعلومة دون التثبت من صحتها. وهكذا أصبح الناس نهبًا للشائعات والأقاويل، ولحق بهم الضرر.
ولم تقف تداعيات هذا التدفق الهائل من الأخبار الكاذبة والمفبركة عند حدود معرفة الفرد، بل تجاوزته إلى بثّ الكراهية والتحريض، وإحداث فرقعات وضجة بمعلومات لا أساس لها، وإنما كانت نسجَ خيالٍ مريضٍ ورغباتٍ ضالّة تهدف إلى هز ثقة المجتمع بنفسه.
صحيح أن المؤسسات الإعلامية المهنية تمتلك وحدات للتحقق من دقة الأخبار وتفنيدها وتصويبها، لكنها تبقى عاجزة عن خوض غمار المعركة وحدها، إذ لا بد من تحمّل الأفراد مسؤوليتهم حتى يكتمل الدور في تحصين المجتمعات من هذه التدفقات المعلوماتية اللامسؤولة.
لقد صارت البلبلة وحالة الارتباك التي يحدثها نسّاجو الأخبار الكاذبة والمضللة ظاهرةً خطيرة تهدد سلامة المجتمع وتزعزع استقراره وتثير الكراهية والبغضاء. وهذا يفرض علينا مراجعة أنفسنا لتضييق مساحة الضرر، والتثبت من كل معلومة قبل نشرها، مع استشعار حجم الأذى الذي يمكن أن تسببه، خاصة ونحن في ظروف جعلت الحقيقة ضائعة بين أفواه الناس.
إن اللسان الظالم والكلمة المفتراة يقودان إلى الشر والدمار، بينما الإنسان الحريص على الأمانة لا يندفع إلى تحوير المعلومات وفبركتها لخدمة أهوائه. فالكلمة شرف وأمانة، يجب أن توضع في موضعها الصحيح، وإلا كانت وبالًا وخيمًا يضرب عصب المجتمع. وقديمًا قيل:
\"آفة الأخبار رواتها\".

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار