الخميس 18/سبتمبر/2025
رفض نادي النصر من أجل التحفيظ .. وخاض تجارب إذاعية مبكرة قبل الشروق

رفض نادي النصر من أجل التحفيظ .. وخاض تجارب إذاعية مبكرة قبل الشروق


الدكتور محمد عثمان .. حكايات بين الطب والإعلام والقرآن
ذكرياتي مع الشيخ الراحل محمد أحمد حسن.. كتاب يوثق حياة ملهمة وتجربة فريدة
الرياض ـ آكشن سبورت
لم يكن يخطر ببال الدكتور محمد عثمان أن ينتهي به المطاف إلى مقعد المذيع في واحدة من أشهر الفضائيات السودانية. فقد بدأ رحلته العلمية في جامعة التقانة حيث درس الطب، لكنه في الوقت ذاته كان يحمل في قلبه زادًا أثمن: حفظ القرآن الكريم منذ صباه المبكر، حين كان برفقة والده في المملكة العربية السعودية التي وفد إليها طفلًا لا يتجاوز عمره ثلاثة أشهر.
وقبل تجربته في قناة الشروق، طرق أبواب الإعلام من خلال تقديم برامج في إذاعة طيبة وإذاعة أمدرمان، إلى جانب ظهوره عبر قناة المجد، وهو ما أكسبه خبرة أولية في التقديم الإعلامي.
أما قصة انضمامه إلى قناة الشروق فقد جاءت بلمسة قدرية؛ إذ كان إمامًا بمسجد أبو بكر الصديق في منطقة السامراب، يخطب في صلاة الجمعة، ويؤم المصلين بصوت خاشع وقراءة مؤثرة، ليلفت انتباه الأستاذ أسامة إبراهيم، مدير البرامج في القناة حينها، الذي بادر بدعوته للانضمام إلى فريق العمل. وهناك، كما يروي في كتابه \"ذكرياتي مع الشيخ الراحل محمد أحمد حسن\"، اجتاز اختبارات التقديم وسط مجموعة من المتنافسين، ليبدأ مشواره الإعلامي في العام 2011، ويقف إلى جوار الشيخ الراحل في برنامج الفتاوى الذي حقق شهرة واسعة وجماهيرية كبيرة.
غير أن لمحمد عثمان وجهًا آخر بعيدًا عن المنابر والشاشات. ففي سنوات دراسته بالمرحلة المتوسطة بحي النسيم بالرياض، كان لاعبًا بارعًا في كرة القدم. وقد لفت أنظار معلم التربية الرياضية محمد المرداسي، شقيق الحكم الدولي المعروف محمود المرداسي، الذي أصر على ضمه لفريق \"الأشبال\" بنادي النصر. ولما رفض الانضمام للنادي، استعان المرداسي بصديقه عبد الله الحربي ليقنعه بالتسجيل، بل وعده أنه إن نجح في إقناعه فسيسجله معه في الفريق.
لكن الشاب الموهوب آثر طريقًا آخر، إذ تعارضت مواعيد التدريبات مع حلقات تحفيظ القرآن، فاختار الحفظ على حساب الشهرة الكروية. ويقول مبتسمًا : بعد محاولات المرداسي المتكررة قال لي: لو استمريت في الحلقة سيكون لك شأن كبير، ولو اتجهت لكرة القدم سيكون لك شأن كبير.
هذه النزعة الروحية لم تكن غريبة على بيئة محمد عثمان. فوالده، الذي عمل في الحرس الوطني، كان رياضيًا متابعًا بشغف لكرة القدم، يناصر المريخ السوداني والنصر السعودي، ويواظب على قراءة الصحف الرياضية، خاصة أعمدة كتاب الزوايا المريخاب.
ومع الشيخ الراحل محمد أحمد حسن، عاش محمد عثمان تجربة فريدة امتدت حتى رحيل الشيخ في زمن جائحة كورونا. وقد وثقها في كتاب من 86 صفحة، بعنوان \"ذكرياتي مع الشيخ محمد أحمد حسن\" ، حافل بالطرائف والمواقف، تناول فيه شخصية الشيخ منذ عمله في القوات المسلحة وحتى وفاته.
واليوم، يقيم الدكتور محمد عثمان في العاصمة السعودية الرياض مع أسرته. وقد صادفته صحيفة آكشن سبورت في منزل وزير العدل الأسبق عبد الباسط سبدرات، حيث وعدنا بحوار مطوّل قريبًا يكشف فيه مزيدًا من أسراره وتجربته بين الطب والمنبر والشاشة


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار