الجمعة 21/نوفمبر/2025
بهدوء الكبار.. إدوارد ميندي يقود الأهلي لانتصار ثمين في الديربي

بهدوء الكبار.. إدوارد ميندي يقود الأهلي لانتصار ثمين في الديربي

كان ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد شاهدًا على ليلة تألق فيها الحارس السنغالي إدوارد ميندي، الذي صنع الفارق بتصديه الحاسم في اللحظات الأخيرة. ففي تلك اللقطة التي حبست أنفاس الجماهير، أطلق البرتغالي دانيلو بيريرا كرة رأسية قوية بدت في طريقها إلى الشباك، لكن ميندي مدَّ ذراعه الطويلة ليُبعدها في اللحظة الحاسمة، مُبقيًا على فوز الأهلي بهدف دون رد، في مشهد سيظل حاضرًا في ذاكرة عشاق الفريقين.
وكتبت صحيفة الرياضية السعودية:
لم يكن ذلك التصدي مجرد ردة فعل عابرة، بل خلاصة تجربة طويلة وحكاية حارسٍ شق طريقه بصبرٍ من الأكاديميات الفرنسية إلى منصات التتويج العالمية. 
البداية أكاديمية 
بدأ ميندي مشواره في أكاديمية لو هافر، ثم انتقل إلى شيربورج في الدرجة الثالثة، قبل أن يعيش فترة عصيبة بلا نادٍ، يتدرب خلالها وحيدًا تحت سماء باردة وأملٍ لا ينطفئ. عام 2018 فتحت له أبواب نادي رينز، وهناك صنع لنفسه اسمًا لامعًا بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في 14 مباراة من أصل 38، لينتقل بعدها إلى رين ويواصل تألقه، حيث تصدى لركلة ترجيح في ظهوره الرسمي الأول أمام ستراسبورج، كأن القدر يختبر ثباته منذ البداية.
ومع انتقاله إلى تشيلسي، بلغت مسيرته ذروتها حين ساهم في تتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا 2021 بعد تألقه في النهائي أمام مانشستر سيتي، قبل أن يقود منتخب بلاده السنغال إلى لقب كأس الأمم الإفريقية في العام ذاته، بتصديه الحاسم أمام مصر في ركلات الترجيح، لينال بعدها جائزة أفضل حارس في القارة.
جزء من منظومة
في جدة، ومنذ صيف 2023، أصبح ميندي جزءًا من منظومة الأهلي وأحد ركائز استقراره الدفاعي. خاض 34 مباراة في موسمه الأول، خرج خلالها بشباكٍ نظيفة في 15 مواجهة، وساهم في إنهاء الموسم بالمركز الثاني، ثم قاد الفريق في مايو 2025 للتتويج بكأس دوري أبطال آسيا للنخبة أمام كاواساكي فرونتال، قبل أن يضيف لقب كأس السوبر السعودي في أغسطس بالتصدي الحاسم أمام النصر.
تاريخ من التحديات
وفي ديربي جدة الأخير، كان ميندي يواجه أكثر من كرةٍ متجهة نحو الشباك؛ كان يواجه تاريخًا من التحديات وذكريات من الصبر الطويل. تصديه الأخير لم يكن إنقاذًا لنتيجة فحسب، بل تأكيدًا على أن الحارس السنغالي بات جزءًا من هوية الأهلي، وعنصرًا يصنع الفارق في لحظات الحقيقة.
انتهى اللقاء بفوز الأهلي وارتفاعه إلى المركز الخامس برصيد 20 نقطة، فيما تجمد رصيد الاتحاد في المركز الثامن بخمس مباريات دون انتصار، لكن اللقطة التي بقيت عالقة بعد صافرة النهاية كانت ليدٍ واحدةٍ تحمي الشباك وتُعيد كتابة التفاصيل.
إدوارد ميندي لم يحتفل كثيرًا، اكتفى بإشارة هادئة لزملائه، كمن أدى مهمته بإتقان. هكذا عرفه الجميع: حارسٌ لا يتكلم كثيرًا، لكنه يروي قصته كل مرة بتصديه الأخير.


0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار