أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
سقط المنتخب، فسقطت معه أحلام وآمال. والمنتخب هو نخلتنا الأعلى طولًا، التي يجمعنا ظلها ونتشارك ثمارها جميعًا باختلاف سحناتنا ولهجاتنا.
لهذا يؤلمني سقوطه، ويجعلني أرد مع التأكيد كلمة شاعرنا المبدع الحبيب، الذي يقول مخاطبًا ملهمته (عابره):
يوم تقع يا عابره نخلة
ينقطع تو من صبرنا
يوم تقع يا عابره نخلة
نحمل أحزان ما قدرنا
يوم تقع يا عابره نخلة
تملا حلق الزول مرارة
وهذا ما حدث لي ولغيري، فقد امتلأت الحلوق بالمرارة، مرارة انقطاع العشم والحلم وخيبة الأمل.
نعم، سقط المنتخب بعد أن قدم الأبطال كل ما لديهم من مخزون وطني، حاولوا عن طريقه التغطية على سوء الإعداد وفشل الاتحاد، الذي ظل في كل مراحل الإعداد لا يدخل يده في الخزائن، بل يعتمد على المكرمات والإعانات، ويعتمد تمامًا على مجهودات الأندية في إعداد لاعبيها.
ولعلي أقول بثقة إن المراحل التي وصل إليها المنتخب والنقاط التي جمعها كانت بفضل جاهزية لاعبي الهلال الذين شاركوا في الدوري الموريتاني، وحازوا على درعه، وذهبوا شوطًا بعيدًا في منافسة الأبطال، ثم خاضوا بطولة النخبة وحازوا على كأسها.
كان جهد الاتحاد العام كان سالبًا تجاه المنتخب، بل كان المنتخب آخر اهتماماته، ولا أدل على ذلك من وصول المدرب إلى المعسكر قبل اللاعبين بفترة وجيزة، وأخذ يستجدي وصول اللاعبين إلى المعسكر.
ثم ما حدث لآبي عاقلة، وغير ذلك الكثير، سأعود إليه لاحقًا بإذن الله.
ومن دوي سقوط المنتخب إلى هتاف المساطب وفرحتها بتأهل سيد البلد أزرق هدر تاريخ ندر، فقد خفف علينا كثيرًا تأهل الهلال للمرحلة القادمة، ونأمل أن يواصل المسير بروح العزيمة والإصرار بلوغًا للكأس بإذن الله.
وقد يسألني سائل: لمَ لم تترنح كتاباتك بين اليأس والأمل إذ كنت بالأمس تنتقد مشاركة الهلال في بطولة سيكافا وتفضل مواصلة الإعداد البدني والتكتيكي وتمكين المدرب الجديد من التعرف أكثر على لاعبيه حتى يتمكن من وضع طرق اللعب وأساليبه التي تتوافق مع إمكانياتهم؟
أقول لسائلي: نعم، كان ومازال هذا رأيي وقناعني، لكن طالما أصبح الواقع غير ما كنت أراه، فإن المسؤولية والواجب يحتمان عليّ أن أقف مع الرؤية التي أصبحت واقعًا.
وقديمًا قال دريد بن الصمة:
"أمرتهم مرحبا أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد"
وما أنا إلا من غزية، إن غوت غويت، وإن ترشد غزية أرشد.
ومالي ولا ينبغي لي إلا أن أبدي ما أراه وأعتقد بصحته، فإن عمل به فبها، وإلا فأنا نصير الرأي الآخر، لأن المقولة الراجحة هي:
رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
والله المستعان.
0 التعليقات:
أضف تعليقك