الجمعة 21/نوفمبر/2025

▪️ نائب رئيس اتحاد الكرة.. بين الحياد المفقود والانحياز المضر ... "حلفا" يجافي عدالة المنافسة ويهزم مسؤولية التكليف

▪️ نائب رئيس اتحاد الكرة.. بين الحياد المفقود والانحياز المضر ...  "حلفا" يجافي عدالة المنافسة ويهزم مسؤولية التكليف

 

  • يبدو أن نائب رئيس اتحاد كرة القدم السوداني ورئيس لجنة المسابقات محمد حلفا قد اختار أن يجعل من نادي الهلال هدفًا دائمًا لمواقفه وتصريحاته.
  • مواقف تتكرر بصورة تثير التساؤل حول الدوافع الحقيقية وراء هذا العداء غير المبرر، وكأن تضاده المقصود مع الهلال بات وسيلة لإثبات الذات أو لصناعة حضور إعلامي يوهم البعض بأنه شخصية قيادية ومؤثرة.
  • كان من الواجب والضروري أن يتحلّى محمد حلفا بالحياد الذي يتناسب مع موقعه الرسمي في الاتحاد، ولكن ما يظهر في الواقع هو عكس ذلك تمامًا.
  • فبدل أن يكون مظلة لكل الأندية التزامًا بمسؤوليات التكليف الملزم، صار وكأنه ممثل لنادٍ بعينه، يسرع في اتخاذ المواقف ضد الهلال، ويتلكأ أو يصمت حين يتعلق الأمر بالفريق المنافس.
  • هذه الازدواجية لا يمكن تفسيرها إلا في إطار انتماء ضيق لا يليق بموقعه الإداري، ولا ينسجم مع مفهوم العمل المؤسسي في اتحاد قيادي يُفترض أنه لجميع الأندية لا لنادٍ بعينه.
  • حين تقدم الهلال بطلبٍ للعب في الدوري الجزائري، قوبل طلبه بالإهمال وعدم الرد، في سلوك يفتقر إلى أبسط درجات الاحترام المؤسسي.
  • أما حين أبدى الاتحاد الليبي موافقته على مشاركة المريخ في الدوري الليبي، كان التعامل مختلفًا تمامًا.
  • وعندما طلب الهلال المشاركة في الدوري الرواندي، سارع حلفا إلى الرفض، معلنًا أنه "لن يسمح لأي فريق باللعب في دوري خارجي" مبينًا قرب انطلاق المنافسة الداخلية، وسارع إلى عقد اجتماع للجنة المسابقات في القضارف ليعلن انطلاق المنافسة في يناير، ولكن الهدف الخفي كان قطع الطريق أمام الهلال.
  • غير أن المفارقة جاءت حين تقدم المريخ بطلبٍ مماثل، فاختار الصمت أولًا، ثم قدّم تصريحًا بأن أي مشاركة يجب ألا تتضاد مع برنامج الدوري المعلن.
  • نعم، تغير الحال من الرفض إلى الموافقة، حتى وإن جاءت مشروطة، إلا أنها تكشف عن ازدواجية مثيرة للاستغراب وغياب معيار العدل في اتخاذ القرار.
  • المشهد ذاته تكرر مؤخرًا حين تحدّثت الأخبار عن تنسيق بين الهلال ولجنة المنتخبات بخصوص مشاركة لاعبي الفريق مع المنتخب الوطني، فما كان من محمد حلفا إلا أن يسارع إلى النفي كعادته في الأمور التي تخص الهلال، مؤكدًا أنه "لا تنسيق مع الهلال"، وأن لاعبيه "سيشاركون مع المنتخب الوطني أمام لبنان، ومن ثم يسافرون إلى الكونغو".
  • وكأن السفر بعد مباراة لبنان منحة أو تفضّل منه، لا حق مشروع ولا تفاهم تنظيمي بين مؤسستين تهمهما مصلحة الكرة السودانية.
  • والسؤال المهم هنا: هل كان حلفا سيتخذ الموقف نفسه لو أن الحديث كان عن المريخ؟
  • لقد فرضت الظروف محمد حلفا في موقع قيادي باتحاد الكرة، لكنه لم يستوعب بعد مقتضيات هذا المنصب، ولا واجب التحلي بفضيلة المسؤولية التامة والحياد غير المنقوص.
  • فعوضًا عن الانشغال بتنظيم المنافسات الداخلية بما يمكّن مدرب المنتخب من توسيع قاعدة الاختيار، نراه يسعى إلى التضاد مع الهلال الذي يمثل السودان في كبرى البطولات الإفريقية، ويسهم بشكل مؤثر في رفع استحقاق الأندية السودانية للتمثيل بأربعة فرق.
  • بل وقبل ذلك، يجني الاتحاد ثمار نجاحات الهلال بما تستقبله خزينته من أموال نتيجة لصعود الفريق إلى دور المجموعات.

 

▪️ آخر الكلم ▪️

  • المشكلة ليست في تصريحات محمد حلفا وحدها، بل في الطريقة التي يتعامل بها مجلس الهلال مع هذه المواقف المعادية، إذ يمنحه بتسامحه المفرط مساحة أكبر للاستمرار في استهداف النادي وجماهيره الغالبة.
  • وسيظل الهلال، ما لم يغيّر نهجه في التعاطي مع الاتحاد العام، يدفع ثمن غيابه عن انتخابات الكرة وترك ميدان القرار لمن يحوّل الاتحاد إلى لجنة مساعدة للنادي المنافس.
  • إن الالتزام بواجبات التكليف الملزم ليس ترفًا ولا نافلة، بل واجب لا فكاك منه.
  • وحين يفقده المسؤول، يصبح وجوده عبئًا على المؤسسة، مهما علا صوته أو تعددت تبريراته.

Omeraz1@hotmail.com

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار