يدخل الهلال مرحلة جديدة من التحديات في دور المجموعات لبطولة الأندية الإفريقية الكبرى، وهو يستحضر إرثه الثقيل وعلو كعبه القاري، مستعداً لخوض منافسة لم تكن طريقها يوماً مفروشة بالورود. غير أن هذا الموسم، وعلى نحو مفارق، لم تكن العقبات التي تواجهه نتاج القرعة أو قوة الخصوم فحسب، بل جاءت من الجهة التي يُفترض بها أن تكون سنداً ودعماً لمسيرة ممثلي الوطن: اتحاد كرة القدم.
فبدلاً من القيام بدوره الطبيعي كحاضنة تنظيمية ومظلة للحماية والتنسيق، تحوّل الاتحاد إلى عبء ثقيل وعائق مباشر أمام الهلال، وهو يستعد لأهم محطات مشواره الإفريقي.
بعد أقل من 72 ساعة فقط، يستعد الهلال لمواجهة صعبة أمام مولودية الجزائر، وهي مباراة محورية قد تحدد ملامح الترتيب ومسار المجموعة. ورغم حساسية التوقيت وارتفاع سقف التوقعات، لم يكتمل إعداد الفريق بالصورة المطلوبة، بعدما سُحب خمسة من لاعبيه لمعسكر المنتخب الوطني لخوض مباريات إعدادية أمام المنتخب العُماني الأولمبي.
ورغم أن التنسيق بين الأندية والمنتخبات يُدار عادةً وفق ترتيبات دقيقة تحفظ مصالح الطرفين، وجد الهلال نفسه أمام فوضى تنظيمية صادمة تكشف غياب الرؤية وتؤكد مدى ارتباك الاتحاد وانعدام مسؤوليته.
وما هو أسوأ، أن الهلال سيُجبر—بين مباراته الأولى أمام بطل الجزائر ومباراته أمام سانت لوبوبو—على التخلي عن أحد عشر لاعباً دفعة واحدة لمباراة المنتخب أمام لبنان في البطولة العربية. اختيار كشف يشمل المدافعين الأساسيين والبدلاء بلا استثناء، يعني عملياً تجريد الهلال من خط دفاعه بالكامل في واحدة من أهم مراحل البطولة الإفريقية.
لا خلاف على أولوية المنتخب الوطني، لكن الأزمة ليست في المبدأ بل في سوء الإدارة، وفي الأسلوب المرتبك الذي يتعامل به الاتحاد مع استحقاقات الأندية القارية.
اتحاد الكرة الذي تخلّى عن دوره الإداري والتنظيمي، يتحوّل اليوم إلى كيان بلا أثر:
يعتمد عملياً على الهلال كمعسكر دائم لإعداد المنتخب، يستجدي الولايات لاستضافة منافساته المحلية المشوّهة، ولا يتوقف عن طرق أبواب السلطة العليا طلباً للدعم.
وفي خضم هذا المشهد المقلق، يبرز سؤال مشروع:
ماذا يفعل هذا الجيش الجرار من الإداريين الذين يشكّلون مجلس إدارة الاتحاد؟
ولماذا تدفع الأندية—وفي مقدمتها الهلال—ثمن غياب التنسيق، وصراعات الاتحاد الداخلية، وزرع الساحة الكروية بالقنابل الموقوتة؟
▪️آخر الكلم▪️
يجب أن يدرك قادة الاتحاد، وبوضوح لا يحتمل الالتباس، أن أي انتكاسة يتعرض لها الهلال في البطولة الإفريقية لن تُسجَّل على الفريق أو إدارته، بل ستُكتب مباشرة في سجل إخفاقات اتحاد الكرة.
فجماهير الهلال، بوعيها وقراءتها الدقيقة للمشهد، تعرف تماماً أين يكمن الخلل، وتعي أن مجلس إدارة الهلال بقيادة الأستاذ هشام السوباط ونائبه المهندس محمد إبراهيم العليقي قد بذل كل ما يلزم، وقدم كل ما يمكن تقديمه دعماً للفريق واستعداده لاستحقاقاته القارية.
Omeraz1@hotmail.com
0 التعليقات:
أضف تعليقك