- الرئيسية
- المقالات
- ▪️أزمة الكرة السودانية… مشهد مثقل بالمنقِصات من سقوط المنتخب الأول إلى نكسة الناشئين أمام تنزانيا ▪️ - عوض أحمد عمر
▪️أزمة الكرة السودانية… مشهد مثقل بالمنقِصات من سقوط المنتخب الأول إلى نكسة الناشئين أمام تنزانيا ▪️
- تعيش الكرة السودانية حالة من الانحدار المقلق؛ حالة لا يمكن توصيفها بأنها “تراجع مؤقت”، بل هي أزمة باتت تهدد مستقبل كرة القدم، وتكشف هشاشة المنظومة التي يفترض أن تنهض باللعبة وتعبّد طريق المنتخبات الوطنية والأندية نحو مستقبل أكثر استقراراً وتطوراً.
- ولعل الهزيمة القاسية التي تعرض لها منتخب الناشئين أمام تنزانيا بستة أهداف (نصف دستة) جاءت لتكتب عنوان هذا الانهيار، وتؤكد أن الأزمة لم تعد محصورة في المنتخب الأول فحسب، بل امتدت إلى المراحل السنية التي يفترض أن تشكل قاعدة البناء للمستقبل.
- إن خسارة منتخب الناشئين بسداسية ليست مجرد نتيجة ثقيلة في مباراة رسمية؛ إنها حدث كارثي بكل المقاييس، يتطلب وقفة جادة تتناسب مع حجم النكسة… لا مجرد تصريحات اعتذار مستهلكة أو تبريرات إدارية أو فنية باهتة.
- حين يخسر لاعبون في بداية مشوارهم بهذه الصورة، يصبح الخطر الأكبر هو تدمير الثقة بالنفس وترسيخ الإحساس بالدونية أمام منتخبات من منطقة تُعد أصلاً من أضعف مناطق إفريقيا كروياً.
- هذه الهزيمة ليست أرقاماً على لوحة النتائج، بل ضربة نفسية تهدد بتعطيل طموحات جيل كامل قبل أن يبدأ.
- وما يزيد الصورة قتامة أن ما جرى للناشئين ليس استثناءً، بل امتداد لسلسلة من النتائج المخيبة على مستوى المنتخب الأول، الذي بات يعاني الضعف بعد أن كان اسماً حاضراً ومهاباً، قبل أن يصبح ضحية لفيروس الطموحات الشخصية وتصفية الحسابات وتسديد فواتير الانتخابات.
- هذا التراجع يُعد انعكاساً مباشراً لواقع إداري مختل، فقد فيه اتحاد الكرة القدرة على التخطيط، وانشغل بصراعات لا تنتهي، وبسط نفوذ مراكز قوى تعمل خارج منطق كرة القدم ومقتضياتها.
- المشهد الإداري اليوم بات مثقلاً بالمنقِصات: غياب المؤسسية، صراعات ظاهرة ومستترة، واستنزاف للطاقات فيما لا يفيد، فضلاً عن اختلال في ترتيب الأولويات حيث يعلو الخاص على العام… وقيادات باتت تتصرف وكأنها خارج دائرة المساءلة والمحاسبة.
- ولعل الأخطر من ذلك هو حالة فقدان الإحساس بالمسؤولية التي تسيطر على كثير من القيادات، حتى صارت هزائم المنتخب تمر دون أن تهز كرامة أحد أو توقظ ضميراً نائماً.
- هل أصبحت “ميتة القلب” سلوكاً مقلقاً؟ تهزم منتخباتنا وتتوالى النتائج المخجلة، فلا نرى استقالة، ولا محاسبة، ولا حتى اعترافاً شجاعاً بالقصور.
▪️آخر الكلم ▪️
- إن هزيمة منتخب الناشئين أمام تنزانيا ليست نهاية، لكنها جرس إنذار أخير يعلن أن المستقبل في خطر.
- وإذا لم يتحرك أصحاب القرار اليوم قبل الغد، فستتحول كرة القدم السودانية من أزمة حالية إلى حالة انهيار مستدام… وساعتها لن ينفع الندم.
Omeraz1@hotmail.com
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الإخبارية؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك