الخميس 18/سبتمبر/2025

ودالياس.. الرحيل المر

ودالياس.. الرحيل المر
شهادة حق
حافظ خوجلي
 
ودالياس والرحيل المر.. الموت حق علينا.. وتبقى مرارة الفراق قاسية على القلوب، خاصة وأن من رحل عنا كان قلبه يسع الجميع. هكذا عرفته قرابة الخمسين عامًا، كما يعرفه أهل المريخ، فهو من ارتبط بعشقه منذ أن كان لاعبًا في نشاط تنس الطاولة، ثم تدرج في دولاب العمل الإداري عام 1973 حتى ارتقى للرئاسة وأخيرًا مجلس الشورى، مما يؤكد ارتباطه الوثيق بالمريخ.
أبكيك يا زعيم أمة المريخ، وكنت دومًا أخاطبك بكلمة صديقي ودالياس، فقد كنت نعم الأخ الصديق الصدوق، لم تخلط بين الخاص والعام، هكذا عرفناك. ويبقى الحزن الكبير على رحيلك دون وداع، وكلامك في ذهني وأنا في طريق العودة للوطن، كأنك تريد أن أشارك في تشييعك وأتقبل العزاء. والله يا ودالياس، فراقك حار على كل من عرفك، وأنا أكتب الآن والدمع الساخن يملأ العيون، وبين الحين والآخر أواصل الكتابة عن رحيل زعيم أمة المريخ. الكتابة عن ودالياس لن تكفيها مجلدات، فهو اسم وتاريخ في مسيرة المريخ، ويكفي هتاف المريخاب: "الكأس، الكأس يا ودالياس".
فراقك صعب يا صديقي ودالياس، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله: إنا لله وإنا إليه راجعون. نعزي أنفسنا وأبنائه عمر، إلياس، عثمان، وجميع الكوارتة. الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله.
شهادة أخيرة
الفقد كبير برحيل زعيم أمة المريخ.
خلال فترة تواجدي بالقاهرة كنت أحرص على زيارته، ورغم ظروف مرضه كان يظل الحديث عن حال المريخ.
ذات مرة قال له الطيب عبدالله رحمه الله: "أنت بتكره الهلال؟" فرد ودالياس: "قلبي مليان بحب المريخ، وما في مساحة لأرى غير المريخ".
هو الإداري الوحيد الذي حقق إنجازًا للكرة السودانية: فوز المريخ بكأس سيكافا الأول.
رحل ودالياس، وهو الرحيل المر، ولكن تبقى حقيقة ما قدّمه للمريخ شاهدًا لرجل قدم كل شيء ولم يستبقِ شيئًا لنفسه.
عذرًا عزيزي القارئ، وأرجو المعذرة أن تواصلت بالحديث عن صديقي الذي كان بيننا ورحل دون أن أكون في وداعه.
دموع الرحيل المر لن توفيك حقك يا ودالياس. اللهم ارحمه، واغفر له، وتقبله مع الصالحين يا رب العالمين.
فراقك حار يا ودالياس.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار