الخميس 18/سبتمبر/2025

نقطة ضوء في آخر النفق

نقطة ضوء في آخر النفق
طق خاااص
خالد ماسا
 
نعتقد أن حالة الانقسام لفريقين في المجتمع الهلالي لتقييم الحالة العامة للصحة الهلالية بعد مشاهدة العروض الأولى لفيلم الموسم الجديد على مسرح بطولة سيكافا، — فريق استعجل النتائج وأصدر الأحكام واكتفى ببشائر الخريف، وفريق آخر يؤذن في الناس بأن الصبر مفتاح الفرج — فيها اختلال كبير قد يُضيّع علينا قيمة التعامل الموضوعي والتحليل الدقيق في الموضوع الهلالي.
ليعترف مجلس الهلال أولاً بأنه لم يكن يملك أي خطة لمشاركة النادي في سيكافا؛ فهو قرار بالمشاركة والسلام. أما الحديث عن أن المشاركة هي ضمن خطة الإعداد لبطولة الأبطال فهو لا يقف على ساقين، إذ لا يوجد إعداد مفيد بعد موسم ضاغط وبدون فترة راحة من المفروض أن يجري التخطيط لها منذ بداية الموسم. وتعلم إدارة الهلال جداول مشاركات المنتخب الخارجية، وأن عماد تشكيلته من الهلال، إضافة لمشاركة المميزين من المحترفين مع منتخباتهم في ذات الفترة، وبالتالي لا توجد مفاجأة حتى يتم التحجج بهذه الغيابات لتبرير المستوى الذي ظهر به الفريق، وهي حجج فيها طعن في قيمة اللاعبين المشاركين، والغالب فيهم محترفون، ولا ندري ما الذي تحتاجه النتائج في سيكافا أكثر من المتاح للهلال حالياً قياساً بقيمة المنافسين الحاليين.
كاتب البيان الكارثي للهلال لم يترك في سطوره شيئاً لإثبات ضعف البطولة والتقليل من قيمتها، وهو نفسه الذي سيحدثنا عن "لبن الطير" لو حقق الهلال البطولة نفسها، فقط لأنه لا يملك خطة بأهداف واضحة لمشاركة الهلال. ومن المحبط جداً أن نادياً بحجم وقيمة الهلال يُدار بطريقة "رزق اليوم باليوم".
هل هنالك من يستطيع أن يخبرنا من هو رئيس بعثة الهلال المتواجدة في تنزانيا، ومن هو الآمر الناهي باسم النادي ومسؤول الضبط والربط فيها؟ أم أن الأمر يُدار ببساطة عبر المكالمات الصوتية والرسائل؟ وهل "لغة الإشارة" كافية لتغطية ضعف اللغة للكادر الموجود مع بعثة غالبيتها من الأجانب؟ ناهيك عن الغياب غير المبرر للتمثيل الإداري في سيكافا، إذ يغيب أي تمثيل حتى للقطاع الرياضي عن بعثة الهلال، فقط لأن أحدهم يتخيل أن الهلال يمكن أن يُدار عبر الهاتف.
من الوارد جداً أن يصيب الهلال نجاحاً في سيكافا ويعود بلقبها، على الرغم من البدايات المحبطة، ولكن يجب علينا أن نعلم أن النجاح غير المخطط له لا يستمر.
"سودانوية" ريجيكامب لم تكن في ارتداء الجلابية فقط، بل في أنه عند التوقيع لم يفكر في خطة تُجيب على أسئلة من نوع: كيف يسمح له الوقت بالتعرف على مستوى اللاعبين؟ وهل سيستفيد من المشاركة في سيكافا وتشكيلته الأساسية من الوطنيين والمحترفين غائبة بكلياتها؟ وهل هو مطالب بتحقيق البطولة أم المشاركة فيها فقط للإعداد؟
الواجب يفرض علينا أن نُعوّد أهل الهلال على تفكيك التفاصيل بدلاً من الأحكام العاطفية العامة في قضايا الهلال الفنية والإدارية، وأن يكون لدينا "منهج" في تقييم اللاعبين وريجيكامب، بحيث تكون نتائج المباريات جزءاً من كل في التقييم، وأن نضغط على المجلس ليُقدّم خطة بأهداف واضحة يُحاسب عليها، بدلاً من "المناقرة" اليومية في أبجديات لا تُشبه نادياً بحجم وقيمة الهلال.
ليس من المصلحة أن يكون هنالك رأي واحد متفق عليه في الهلال، فهو شأن عام تتعدد فيه الآراء، ولكن طريقة إدارة هذا التعدد هي الحاسمة في مدى استفادة الهلال من هذه الآراء. وهي نقطة الضوء في آخر النفق، أما الآراء المبنية على العاطفة وعدم الاستفادة من التجارب فلن تُخرجنا من النفق المظلم الذي نحن فيه، وسننتهي إلى ذات النتائج التي انتهينا إليها من قبل بحالة انقسام هلالي لا يُسمن ولا يُغني من جوع.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار