- عندما أعلن عن تأجيل مباراة الهلال الأولى في الدوري الرواندي تسرب إلي إحساس بأن هناك شيئًا ما خطأ في الموضوع، ومكثت غير بعيد أنظر وأراقب لعل الأمر يتضح، وعندما تأكد أن الهلال سيواجه فريق كيجالي قلت إن الأمر مجرد هواجس تكذبها حقيقة انطلاقة المنافسة الحقيقية بخطوة سيبدأها الهلال ويسير على إثره المريخ، لكن الذي حدث هو أن فوز الهلال بهدفين دون مقابل لبس طابع المباراة الودية بسبب عدم الحصول على موافقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على مشاركة فريقي القمة في الدوري الرواندي، وهذا ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول كيف ولماذا يوضع أكبر ناديين في السودان في مثل هذا الموقف الذي لا يليق بسمعتهما واسمهما الكبير في القارة السمراء.
- لقد شهدنا وعايشنا المشاركة التاريخية لناديي القمة الهلال والمريخ في الدوري الموريتاني هناك، حيث حمل الفريقان على كفوف الراحة، وقدمت لهما من التسهيلات والمساعدات ما أكد بحق على التقدير الكبير من جانب الشارع الرياضي الموريتاني على المستويين الرسمي والشعبي، وكانت تلك المشاركة مثمرة بشكل كبير جنى ثمارها الهلال بتقدمه في دوري أبطال إفريقيا، وامتدت ظلالها للمنتخب الوطني الذي تزعم في فترات عديدة مجموعته في تصفيات كأس العالم قبل أن ينتكس في وقت لاحق ويودع حلم المونديال. نجاح التجربة الموريتانية أغرى القمة بالتوجه إلى رواندا، لكن على ما يبدو حتى الآن فإن هذا التوجه كان قرارًا خاطئًا وضع به الفريقان نفسيهما في موقع من يُهن يسهل الهوان عليه، وما حدث للهلال بالأمس سيحدث للمريخ غدًا، فالأثر يدل على المسير.
- إن الاتحاد السوداني الذي اعتاد على الدوام أن يلقي أنديته مكتوفة في اليم، مطالب باتخاذ موقف واضح عبر مخاطبة نظيره الرواندي ومخاطبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل تحديد موقف نهائي من مشاركة الهلال والمريخ في الدوري الرواندي، فلا يمكن للناديين الكبيرين أن يصبحا حقل تجارب للأندية الرواندية من أجل اختبار بدائلها وتجريب عناصرها عبر مباريات ودية لا يمكن أن تكسب الفريق ما تكسبه المباريات ذات الطابع الرسمي والتنافسي.
- الهلال، ممثل الكرة السودانية الوحيد في المحفل الإفريقي، يحتاج إلى إعداد من نوع خاص من أجل مقارعة الكبار، ولا يمكن أن يضع الفريق نفسه تحت رحمة موافقة قد تأتي من الكاف أو لا تأتي. وإن رفض الاتحاد السوداني لكرة القدم القيام بدوره في حماية أنديته مما يحدث في رواندا، فإن مجلس إدارة نادي الهلال لن يكون في حِلٍّ من النقد واللوم من قبل جماهيره التي تعرف قدر فريقها وترفض أن تضعه في مقام المتسول للمشاركة في الدوري الرواندي. إن الحل الأول والأمثل هو إقامة الدوري السوداني بأية آلية، وتحت أي مسمى، وفي أي من المدن الآمنة بالبلاد، وإن تعذر ذلك فالأولى حفظ ماء وجه أنديتنا، وعدم الزج بها في دوري تأنف أنديته عن المواجهات الرسمية ولا تنازل الهلال والمريخ إلا وهي تلبس ثوب المباريات الودية.
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الإخبارية؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك