أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
................................................
أبدع وأمتع وأشجى وأضحك وأبكى شاعرنا الكبير ود الرضى، وهو يرسم بالكلمات أبهى وأجمل لوحة لما يمكن أن أسميه بـ"أدب الرحلات"، وذلك عندما ودّع تلك الفاتنة عند مرسى المقرن أو الموردة (الإسكلا)، ثم وقف يذرف الدمع سخينًا سخيًا، وهو يتابع سير الباخرة من المرسى حتى جبل أولياء والقطينة ومدينة النور الدويم، حتى بلغ بها نهاية الرحلة.
وأجدني اليوم أحلم بشاعرٍ عملاقٍ مثل ود الرضى – يرحمه الله – يتابع لنا رحلات هذا الأزرق العاتي، حامل راية الوطن الجريح، وهو يعبر بها من مرسى إلى مرسى، ومن ميناء إلى مطار، حتى ألفته وصادقته مرافيء الغربة والارتحال، كما ألفنا اليوم مهاجر النزوح والجروح.
بالأمس ودّع سواحل القرنفل والبهار والإبهار، ليحطّ الرحال وسط ظلال غابات كينيا، وما أن فرغ من لقاء بوليسها حتى تأخذه رحلة الأبطال إلى دُرّة المتوسط الجماهيرية العظمى.
ثم يناديه منادٍ للاستعداد، ليشدّ رحاله على أجنحة الطائر الميمون إلى دُرّة أفريقيا وجوهرتها الناهضة رواندا، مشرفًا كيغالي كما شرّفت حسناء ود الرضى "الرجاف".
وهكذا هو في حلٍّ وارتحالٍ يمنعه حتى من مشاركة فَتاه أفراح عيد ميلاده الثامن عشر، القيصر فولومو.
وبهذه المناسبة...
فولومو، دعنا نعتذر بهذه الظروف التي تلمّ ببلادنا، فلولا هذا الحزن الذي كحّل هاتيك المآقي، والنزوح الذي بعثرنا في كل وادٍ، لأقمنا لك مولدًا، ولأضأنا لك شموع الفرح.
ولكن طالما منعتنا من الاحتفال بك سُود الليالي الكالحات، فلنهديك بهذه المناسبة لحنًا من عبقري الشعر السوداني التجاني يوسف بشير إلى عبقري المستديرة فولومو، واللحن يقول:
قم يا طيرَ الشبابِ غنِّ لنا غني
من عبقريِّ الرَّبابِ أو حرمِ الفنِّ
يا حلو يا مستطابَ أنشودةَ الجنِّ
نعم... أنشودة الجن أو أنشودة الجان كلود، ما فرقت!
ثم نهديك ونوصيك بها:
صحِّ في الربى والوهادِ
واسترقصِ البيدا
حتى ترى في الهلال من فرحةٍ عيدًا
ثم أيها الصغير الطرير، قُمْ واقطف الأهداف، واسكبها عصيرَ فرحٍ تملأ به دِنان عشاق الأزرق الرقراق.
ومن بعد تحية فولومو، أعود إلى الهلال الذي شرف رواندا وأضاء بدرًا ساطعًا فوق سمائها، وقد أحسنت عاصمتها كيغالي استقبال الهلال، الذي سبقته إلى تلك الديار سمعته التي طبّقت الآفاق كأحد سادة أفريقيا وقادتها على ملاعب كرة القدم.
والهلال هناك يستعد لكتابة سطرٍ جديدٍ في سفر زعامته من خلال مشاركته في الدوري الرواندي، كما سجل من قبل بيان سطوته وأحرف زعامته بمدادٍ من ذهب هناك على أرض شنقيط العظيمة.
ويومها سيُعاد تشكيل الممر الشرفي للهلال من فريق الجيش الرواندي أو رايون سبورت، كما فعل ذلك فريق أسنيم العظيم تكريمًا للهلال.
فما أعظمك يا هلال، وأنت تتقلد قلائد الإحسان وعقود الجُمان في كل مكانٍ وزمان.
0 التعليقات:
أضف تعليقك