الجمعة 21/نوفمبر/2025

منتخبنا يتعرّى أمام عُمان

منتخبنا يتعرّى أمام عُمان

 

 

ـ في أمسية كروية هادئة بمدينة مسقط، لعب منتخبنا لكرة القدم مباراة ودية أمام نظيره العماني في ملعب السيب، وانتهت بخسارتنا بهدفين دون مقابل. ورغم أنها مباراة تجريبية، إلا أنها شايلة معاها أسئلة كتيرة وملاحظات أهم من النتيجة نفسها.

ـ بدأت المباراة بحذر واضح من الجانبين؛ مدرب منتخبنا الوطني ومدرب عُمان الاتنين اعتمدوا على تشكيلة فيها عناصر جديدة وتجارب في مراكز مختلفة.

ـ منتخبنا حاول يمسك الوسط ويمشي بالكرة خطوة خطوة، لكن اللعب كان بطيئاً شديداً، وتمريرات كتيرة بترجع لورا، وكأن اللاعبين لسه ما متفاهمين.

ـ الدفاع كان واقف كويس في الشوط الأول، وقدر يقفل العمق وما خلى الهجمات العُمانية تعمل ضرر كبير.
ورغم كده، ما ظهر لينا هجوم حقيقي… لا فرصة خطيرة ولا تسديدة، سوى تلك التي أطلقها ياسر عوض وأخرجها الحارس إلى ركنية. لا ضغط قدام ولا لعب ممرحل.

ـ انتهى الشوط الأول (0-0) وهي نتيجة طبيعية لطريقة لعب المنتخبين.

ـ في الشوط الثاني… الصورة اتغيّرت تماماً؛ فمن بدايته منتخب عُمان رفع النسق وضغط على دفاعاتنا. وسطهم اتحرك بسرعة، ولعبوا على الأطراف، وبدأوا يكسروا تمركزنا بسهولة.

ـ هدف عُمان الأول أحرزه زياد الأغلري في الدقيقة 64 بعد تمريرات قصيرة منظمة وكرة راجعة من الأطراف، سددها في المرمى… هدف أول هزّ توازننا.

ـ بعد الهدف منتخبنا بدا مرتبكاً… التمريرات غلط، التغطية الدفاعية اتأخرت، والوسط غاب تماماً.

ـ الهدف الثاني أحرزه اللاعب رائد العلوي في الدقيقة 79 من هجمة مرسومة، وكلها كانت نتيجة فقدان التركيز وتراجع لاعبي منتخبنا الوطني داخل الصندوق دون ضغط على حامل الكرة.

ـ بعد الهدفين التغييرات الحصلت في منتخبنا ما بدّلت الوضع، وما ظهر لاعب قادر يقود المجموعة أو يعمل الفارق. وتواصلت الهرجلة وتفشّت العشوائية.

رغم الخسارة… التجربة مفيدة لأنها وضّحت الآتي:

إيجابيات بسيطة لكنها موجودة:

  • الدفاع في الشوط الأول وقف كويس.
  • ظهور كم لاعب شاب بشكل واعد، ممكن يدو الإضافة لو اتجهزوا صح.
  • الالتزام التكتيكي كان مقبول قبل الانهيار في الشوط الثاني.

لكن السلبيات كانت واضحة زي الشمس:

  • لا يمكن الاعتماد على منجد النيل وأبوجا في حراسة المرمى؛ فقد انفتحت شباك المنتخب بعد إصابة الحارس محمد المصطفى، وما قدر أي حارس يسد مكانه.
  • وسط بطيء ومقطوع… ما في لعب طوالي، وما في لاعب يربط بين الدفاع والهجوم. حتى اللاعبين الخبرة مثل أبو عاقلة ومحمد الرشيد وياسر مزمل كانوا بعيدين عن مستواهم.
  • الارتداد الدفاعي ضعيف… أي هجمة مرتدة بتعمل ربكة، والدفاع اعتمد على "التطفيش" في إخراج الكرة.
  • الهجوم معدوم… لا فرصة خطيرة تُذكر، وحتى بعد دخول المهاجمين البدلاء الهجوم كان صفر.
  • البدلاء ما غيروا شكل الفريق، بل زادوا الوضع سوءاً… وده مؤشر لازم يُراجع.
  • فقدان التركيز بعد الهدف الأول… ودي المشكلة المزمنة.

ـ غياب بعض اللاعبين الأساسيين لا يبرر أبداً المستوى الهزيل الحصل؛ المنتخب لازم يكون عندو بدائل جاهزة.

ـ هل فقد مدرب منتخبنا الوطني كواسي أبياه البوصلة أم نضب معينه؟

ـ أجمل حاجة في المباراة كانت جالية السودان في سلطنة عُمان… رجال ونسوان وأطفال، ملوا المدرجات وهتفوا بحرارة، وغنوا الأغاني والأناشيد الوطنية، ورسموا لوحة سمحة شديد رغم وجعة الغربة وتعب النزوح ومرارات اللجوء.

الهزيمة مفيدة… لو عرفنا نستفيد

ـ الخسارة الودية ما مشكلة… المشكلة لو مشينا لقدام بدون ما نستفيد من الدروس.
ـ المنتخب محتاج تثبيت تشكيلة واضحة، وتنشيط خط الوسط بلاعبين أقوياء في بناء اللعب، ولاعبين عندهم شخصية جوه الملعب… عشان يعرف اللاعب يرد كيف بعد ما يتلقى هدف.
ـ محتاجين جرأة هجومية بدل التمريرات الخلفية واللعب المحفوظ.
ـ المباراة دي ورّتنا أن الطريق لسه طويل، وأن المنتخب محتاج شغل كتير قبل أي استحقاق رسمي، وربما تكون الهزيمة دي جرس إنذار قبل الدخول في المباريات الجاية.
ـ بهذا المستوى، الهزيمة من منتخب لبنان في المباراة المؤهلة لكأس العرب تبدو واقعية.

ـ قادة الاتحاد العام ما فاضين من الخلافات وتصفية الحسابات… والمنتخب ما عندو وجيع.

 

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار