هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ الأمل عند الشعب السوداني ما كان حلم ساكت، كان زي شعلة مولعة في القلوب، منوِّرة دروب الظلام وسط ركام الحرب والشتات والانكسار.
ـ الناس كلهم كانوا منتظرين لحظة الفرح، اللحظة البيرفع فيها منتخبنا الوطني راية النصر ويمشي بيها لأول مرة في تاريخه نهائيات كأس العالم.
ـ دخل منتخبنا الوطني مباراة توغو وكل البلد وراه؛ في البيوت والشوارع والمقاهي وصفحات التواصل، كل زول بيتابع دقيقة بدقيقة عايزين هدف يرجّع البسمة، لكن صافرة النهاية جابت خبر الخسارة بهدف لصالح التوغوليين، وطار وتبعثر الأمل زي رمل البحر المتناثر في الهوا.
ـ كنا بنحلم، وكان الحلم جاري في العروق ومعشعش في الأذهان، لكن الكورة ما بتعترف بالأحلام ساكت، بتعترف بالاستقرار والشغل الممنهج والعمل المرتب والإدارة الحصيفة الواعية، والحاجات دي نحن فاقدنها في بلدنا.
ـ ما بنلوم اللاعبين ولا المدرب، فقد أدوا ما عليهم في حدود قدراتهم، وبنشكرهم إنهم لبسوا شعار الوطن في ظروف صعبة وعويصة، الناس ما قادرين حتى يرفعوا فيها راسهم، ظروف شالت كل مناحي الحياة في بلادنا الحبيبة.
ـ الحقيقة المؤلمة إن هنالك أهدافًا سهلة بتدخل مرمانا من أخطاء متكررة من الحراس.. أبو عشرين وأبوجا وأخيراً منجد النيل، وذلك بالخروج الغلط والتوقيت غير المضبوط.. نفس الأخطاء، نفس الجرح، نفس الوجع بيتكرر.
ـ وبين الحلم والخيبة لقينا نفسنا برة تصفيات كأس العالم وبرة (الشان)، لا عنب الشام جانا ولا تمر اليمن لقيناه. الأحلام تبعثرت زي السراب في صحراء قاحلة، والحسرة سكنت جوة الصدور.
ـ لكن بالرغم من دا كلو يبقى الأمل قائماً، والمستقبل يفتح ذراعيه لنا، وبنقول: حظاً أوفر يا صقور الجديان.
ـ يمكن الحلم خانا في هذه المرة لكن ما مات.. الأمم بتقوم بالصبر والعزيمة، وتنهض بسواعد بنيها، ولسه في أمل في القلوب، والشعب المسكين البدأ يأمل ما عندو غير إنو يتمسك بالأمل مهما طال المشوار وأظلم الطريق.
ـ الأمل قادم رغم العتمة، وخروجنا من (الشان) ومن سباق الوصول لنهائيات كأس العالم كان ضربة موجعة، لكن الكورة ما بتعرف كلمة (نهاية). وفي دول إفريقية عانت من نفس ظروفنا.. حروب وأزمات، لكن رجعت وقامت ووصلت لمنصات التتويج.
ـ مستقبل المنتخب السوداني مربوط أولاً بعودة الاستقرار السياسي والأمني، وبعدين بخطط واضحة من الاتحاد مع رعاية الناشئين وبنية تحتية ومعسكرات قوية ومباريات دولية. ساعتها الحلم راح يبقى حقيقة، والمنتخب راح يبقى باب فرح للشعب ما مرآة لخيباتو.
ـ الطريق طويل لكن ما مستحيل، وما ضاع أمل اتوارثتو الأجيال وتعاهدوا عليه.
0 التعليقات:
أضف تعليقك