الجمعة 21/نوفمبر/2025

محمد حلفا يشعل الفتنة.. والاتحاد يزرع الفوضى!

محمد حلفا يشعل الفتنة.. والاتحاد يزرع الفوضى!

 

 

الجدل الأخير حول تواجد لاعبي الهلال في قائمة المنتخب الوطني لم يكن سوى نتيجة مباشرة لغياب الانضباط داخل الاتحاد العام، ولسوء تصرف بعض أعضائه الذين لا يتورعون عن إطلاق التصريحات دون وعي أو مسؤولية.
لقد أثبتت هذه الأزمة الصغيرة أن الخلل في منظومة الكرة السودانية يبدأ من القمة، من أولئك الذين يتحدثون أكثر مما يعملون، ويفتقرون لأبسط مقومات الإدارة الرشيدة.

محمد حلفا، رئيس لجنة المسابقات، لم يكتفِ بإدارة بطولة محلية مترنّحة، بل اختار أن يشعل فتيل أزمة جديدة بتصريحات لا معنى لها، ليدخل الوسط الرياضي في جدل عقيم حول مشاركة لاعبي الهلال، وكأن المنتخب لا يعرف طريقه إلا من خلال إثارة الخلافات!
فبدل أن يسعى الرجل إلى التنسيق بهدوء واحترافية بين التزامات الأندية والمنتخب، أطلّ على الإعلام ليزرع بذور الفتنة، ويحوّل قضية فنية بحتة إلى معركة كلامية بين الاتحاد والهلال.

اختيار اللاعبين مسؤولية فنية تخص مدرب المنتخب وحده، وليس شأنًا إداريًا أو ميدانًا لتصفية الحسابات. المدرب كواسي عندما تجاوز لاعبي الهلال في القائمة الأخيرة، أرسل رسالة واضحة بأن القرار الفني لا يُملى عليه من لجان الاتحاد، ولا يُدار عبر المنابر الإعلامية.
لقد سحب البساط من تحت أقدام حلفا، ومن كل من يظن أن موقعه الإداري يمنحه الحق في التدخل في قرارات الأجهزة الفنية.

المثير للسخرية أن هذه ليست المرة الأولى التي تتقاطع فيها مواعيد مباريات الهلال القارية مع استحقاقات المنتخب الخارجية، ولن تكون الأخيرة.
لكننا لم نشهد مثل هذه الفوضى من قبل!
أين كان التنسيق؟ وأين اختفت المسؤولية؟
لماذا يدير بعض أعضاء الاتحاد الشأن الكروي بهذه الطريقة الفوضوية التي تفتقر لأبسط درجات التنظيم؟

إن الاتحاد العام يعيش فوضى فكرية قبل أن تكون تنظيمية؛ يطلق مسؤولوه التصريحات كأنهم في مقهى، لا في مؤسسة وطنية تمثل كرة القدم.
وما لم يُحاسب من يشعل الأزمات، فسنظل ندور في ذات الدائرة: جدل بلا نهاية، وتصريحات بلا عقل، وخسائر بلا دروس.

لقد حان الوقت ليكفّ قادة الاتحاد عن استعراض العضلات الإعلامية، وأن يدركوا أن إدارة اللعبة لا تُقاس بعدد المقابلات الصحفية، بل بقدرتهم على التنسيق والهدوء واتخاذ القرارات في الوقت المناسب، بالعقل لا بالعاطفة.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار