في إثيوبيا لم يسقط صغارنا، وإنما سقطت ورقة التوت عن عورة أسوأ اتحاد قذفت به أقدار سوداء في طريق كرة القدم السودانية.
لم يكن سقوط ورقة التوت عن عورة هذا المسخ المسمّى عبثًا باتحاد كرة القدم مفاجئًا، بل كانت إشارات الوداع والحزن، بل المأساة، واضحة منذ البداية.
بدأت بالإهمال والاستسهال وانعدام المسؤولية.
ولنبدأ بما أراه قصورًا وغيابًا فاضحًا للمسؤولية:
من هو مدرب هذا المنتخب؟ وأي فكر تدريبي يحمله؟ بل أي نهج أخلاقي يتّبعه إذا صحّ ما نُقل عنه من أنه يعمل بلا رغبة في الاجتهاد، ولكنه لن يتقدّم باستقالته حرصًا على الشرط الجزائي!
كيف تم اختيار هذا المدرب؟
ومن الذي اختاره؟
هل فعلًا للاتحاد لجنة تدريب وهي التي اختارت هذا المدرب من بين عشرات الكفاءات السودانية؟
دعك من كل هذا، يا من تهمه سمعة الكرة السودانية — ناهيك عن نهضتها وتطورها، فهذه أحلام مترفة في ظل هذا الكابوس الجاثم على صدر الكرة السودانية.
دع كل هذا جانبًا ولننظر إلى معسكر هؤلاء الصغار الذي أُقيم في القضارف.
تحدث عن سوء هذا المعسكر القاصي والداني، ويكفي ما جاء على لسان والد أحد لاعبي هذا المنتخب، ويكفي — ويزيد — ما تم تداوله عن وجبات الفول والعدس و"البوش".
أما ما يجلب الحزن ويوجب الاستقالة — ومن قبلها المساءلة والعقاب — فهو الجرم المتمثل في حشر سبعة لاعبين في غرفة واحدة.
ألا يستحق ذلك أن يُمنع ويُحرَم كل من شارك في هذا الانتهاك من ممارسة أي شأن رياضي مدى الحياة؟
ألم تكن مسألة الاهتمام بالمنتخبات الوطنية هي أبرز ما تعهّدت به هذه المجموعة الكارثية؟
هل هذا ما تعهّدوا به وعاهدوا عليه من انتخبوهم؟
هل تبقّى في وجه معتصم وأسامة مزعة لحم يقابلان بها من وثق بهم وأوكَل إليهم شأن الكرة السودانية؟
أم ترى أن الناخب والمنتخب سواءٌ في السوء؟
والله لا أدري لمن أوجّه نداء الاستغاثة.
هل من مسؤول اليوم قلبه على سمعة الكرة السودانية؟
هل من جمعية عمومية تتمتع عضويتها بالنضج والإخلاص والأمانة؟
أم أن هذا الاتحاد (المحنة)، وفي سعيه المحموم للجلوس على كراسي الحكم، قد أقصى كل الاتحادات والأندية الشريفة التي تناهضه وتفسد عليه كل ألاعيبه المكشوفة؟
هل إبعاد رجل مثل برقو، ووضع كل العراقيل في طريقه وطريق اتحاد الحَنينة، إلا إشارة واضحة تدين فاعلها بالفساد؟
ألا ترى — أيها المتابع لشأن الكرة السودانية — أننا نحتاج إلى ثورة تضاهي ثورة ديسمبر المجيدة قوةً وعزيمةً لنقتلع بها فساد هذا الاتحاد البائس؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك