رأي رياضي
إبراهيم عوض
لحظة فاصلة
تأهل الهلال إلى نهائي بطولة سيكافا بعد فوزه المستحق على الجيش الرواندي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة حفلت بالإثارة والتشويق، خاصة في شوطها الثاني وأشواطها الإضافية، حيث بسط الأزرق سيطرته بفضل خبرة لاعبيه ومهارتهم مقارنة بخصم شاب وعنيد.
الهلال بهذه النتيجة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ فإلى جانب بلوغه النهائي للمرة الأولى في تاريخه، ثأر من الجيش الذي كان قد أقصاه في النسخة الماضية بركلات الترجيح، كما كسب أسماء لامعة أكدت جدارتها، وفي مقدمتها الموريتاني أحمد سالم  والنيجيري صنداي الذي أثبت أنه مكسب كبير للفريق.
مدرب الهلال، الروماني ريجيكامب، بدأ اللقاء بتشكيلة غريبة وغير متجانسة، ما أدى إلى استقبال هدف من خطأ دفاعي تكرر كثيرًا في هذه البطولة. لكنه أحسن قراءة المباراة وأجرى تغييرات مؤثرة مكنته من العودة وإدراك التعادل، قبل أن يضيف فريقه هدفين في الأشواط الإضافية ضمنا له بطاقة العبور.
سيطرة الهلال التامة على الأشواط الإضافية أكدت ارتفاع معدل لياقة لاعبيه، وهو نتاج معسكر دار السلام ومباريات سيكافا التي أفادت الفريق بدنيًا وفنيًا، وهو ما سعى له مجلس الإدارة والقطاع الرياضي منذ البداية.
اللافت في المباراة كان الحضور المتميز للموريتاني أحمد سالم، الذي قدّم أداءً كبيرًا دفاعًا وهجومًا، وتوّجه بتسجيل الهدف الثالث، ليؤكد أنه أحد أنجح صفقات الهلال الأخيرة، وأن الذين رشحوه للتسجيلات كانوا على صواب.
الفرصة الآن تبدو مواتية أمام الهلال لمعانقة كأس سيكافا لأول مرة، بعد أن استعصى عليه لعشرات السنين. غير أن خصمه في النهائي، سينغيدا التنزاني، لن يكون لقمة سائغة، فهو فريق طموح رغم حداثة تأسيسه عام 2016، وبلوغه النهائي على حساب مواطنه كي إم سي يثبت أنه جاء ليكتب تاريخه الخاص.
الهلال اليوم أمام لحظة فاصلة: إما أن يترجم عمله الكبير بتتويج اقليمي، أو يترك الباب مفتوحًا لمفاجأة جديدة.