تلقت شباك ناشئي السودان حمولةً ثقيلة من الأهداف في مباراتين بلغ مجموعها (15 هدفاً)، وسرعان ما امتلأت الأسافير بالنقد والحزن، وسارع البعض إلى استدعاء الماضي الجميل… أيام جيل عاكف وإبراهومة وعقيد، وذلك العقد الفريد من الأسماء.
وكالعادة، اتخذها الماضويون من جماعتنا (وما أكثرهم) مناحةً للحزن، وحائطاً للمبكى؛ كلٌّ يبكي على ليلاه… هذا يغمز من قناة السياسة، وذاك يتخذها مطيّة لانتقاد القائمين على أمر الرياضة عموماً، وإدارة نشاط الناشئين على وجه الخصوص.
بلادنا تمر بنكسة كبرى، ودمارٍ غمر كل مناشط الحياة ومناهلها؛ ضاعت الأرواح والممتلكات والمنشآت، بل كادت الحياة نفسها أن تضيع. ولم يعد لدينا – حالياً على الأقل – غير الذكريات الحميمة، والبكاء على بلاد النخيل والعذوبة والجمال.
غداً، بإذن الله، نعود… تنهض بلادنا وتشتعل الحياة في ربوعها من جديد، وتمتلئ الملاعب بالسمر الطيبين؛ فنصول في الدنيا، وتتغنى البلاد والعباد معنا:
«سوداني الجوة وجداني بريدو» و«بالطول بالعرض… سودانا يهز الأرض».
لا تيأسوا… فخلف كل ثائر يموت، ثائرٌ جديد. وطائر الفينيق ينتفض من تحت الرماد ولو طال به الزمن.
أبشروا، بحول الله، بأولادٍ لاعبين و«حرفاء»… فبلادنا لم تعقر؛ بل هي ولود، جلابة للخير والجمال والناس السمحين.
هتاف أخير:
هبشني من تالاك غيوم
اتوالفني على المطر
وانا تبت من هذا الرحيق
من زحمة السكك الخطر
حتاك تلاوي غنيا فيك
مغيوزة من وتري الشتر
وانا كيف ادندن بالنشيد
لو مر طيفك في السحر
غالبت ظني الصابني فيك
متيقن انك... ضي قمر
شالع على الدنيا الصباح
ماليء البوادر والحضر
يا سمحة لو سرقك غناي
وداكي عن طرف البحر
اتحاذري الموج الشفيف
انا والقصايد في سفر
،،،، واثق،،،،
0 التعليقات:
أضف تعليقك