الجمعة 21/نوفمبر/2025

فضيحة سيكافا… شهادة وفاة جديدة لمشروع التطوير المزعوم!

فضيحة سيكافا… شهادة وفاة جديدة لمشروع التطوير المزعوم!

 

لم تكن الهزيمة الثقيلة التي تلقّاها منتخبنا للناشئين بستة أهداف كاملة أمام منتخب تنزانيا في بطولة سيكافا بإثيوبيا مجرد خسارة عابرة في سجل النتائج، بل كانت صفعة مؤلمة تكشف حجم الانهيار الذي يعيشه قطاع المنتخبات السنية، وتفضح بالدليل القاطع أكذوبة “التطوير” التي ظل قادة الاتحاد العام يروّجون لها منذ سنوات دون أن نرى لها أثرًا واحدًا على أرض الواقع.

قبل أيام فقط، تحدثنا عن التعميم الغريب الذي وزّعه الاتحاد العام على الاتحادات الولائية، وطلب فيه تسمية فريقين تحت 17 وتحت 20 سنة للمشاركة في بطولات قادمة؛ تعميم بلا رؤية، بلا متابعة، بلا إعداد، وبلا خطة واضحة… مجرد ورقة تُرمى لتغطية الفشل المتراكم، وتُستخدم كدليل زائف على وجود مشروع لتوسيع القاعدة وبناء الأجيال. لكن الحقيقة الصادمة أن هذا الأسلوب لم يثمر سوى تراجع متواصل ونتائج مهينة، أبرزها الخسارة التاريخية أمام تنزانيا.

والأدهى من ذلك، أن سقوط منتخبنا في سيكافا جاء في توقيت يُعرّي فشل الاتحاد بصورة أكثر قسوة؛ ففي المقابل كانت منتخبات المغرب ومالي وبوركينا فاسو وأوغندا تُشرّف القارة السمراء بالتأهل إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم تحت 17 سنة المقامة حاليًا في الدوحة. تلك المنتخبات تعمل وفق خطط واضحة، تستثمر في البنية التحتية، وتمنح منتخباتها برامج إعداد طويلة ومستمرة، بينما اتحادنا “الهمّام” ما يزال يكتفي بالشعارات، وبإرسال تعاميم جوفاء يظن أنها ستصنع منتخبًا أو تحقق إنجازًا.

الهزيمة بستة أهداف ليست مجرد رقم في سجل الخسائر القاسية؛ إنها نتيجة طبيعية لسنوات من التخبط الإداري، والإهمال الفني، وغياب المشروع، وترك المنتخبات السنية بلا إعداد حقيقي، ولا معسكرات، ولا مسابقات منتظمة، ولا دوري للفئات العمرية. ثم يخرج الاتحاد ليتحدث عن التطوير وكأن الكلام وحده قادر على صنع لاعب أو بناء منتخب!

إن ما حدث في إثيوبيا ليس مفاجئًا، بل هو حصاد مُرّ لزرعٍ مُهمَل، وكل من يراقب طريقة إدارة الاتحاد للملفات الفنية يدرك أن ما ينتظرنا في السنوات القادمة قد يكون أسوأ إذا لم يحدث تغيير جذري يعيد لكرة القدم السودانية احترامها وكرامتها المهدرة.

ستة أهداف هزّت الشباك… لكنها قبل ذلك هزّت الثقة، وفضحت واقعًا إداريًا لا يصلح لقيادة كرة قدم تبحث عن المستقبل.
هذا هو الواقع… وهذه هي النتيجة المنطقية لاتحاد يعيش على الشعارات ويُدمن الفشل!

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار