الجمعة 21/نوفمبر/2025

عودة إلى الدفء

عودة إلى الدفء
 
قاسم ميرغني محمد الحسن
اليوم تحتضنني خيوط الشمس، وأحتضنها، دفءٌ يسري في عروقي ويتمدد في خلاياي، يضاحك الفرح في أعماقي رغم الجرح النازف.
أتدري من أنا؟
أنا العاشق الذي ينام الآن بين ذراعي محبوبته بعد فراقٍ وألمٍ طويلين.
ضاع منا الزمن ونحن نتوكأ على عصا الغربة والتيه.
سرقوا منا الدفء والأمان، سرقوا الديار جهارًا نهارًا، وظنّوا – وهم في غيّهم – أنهم أسيادها.
لكن الجهل طبع الظلم في قلوبهم، لا يعرفون التاريخ ولا يسمعون صوت الأرض حين تثور غضبًا، فتلفظهم كما تلفظ المدن نفاياتها على مزابلها.
ورغم قسوة الضياع، كنت أعلم أننا عائدون؛ فالتراب يحنّ ويناجي خُطى الألفة والمودّة.
والمساجد والمآذن عادت أصواتها مجلجلةً في الأفق:
الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر.
روعة الأمكنة أنست – أو تناست – الألم والجراح، والسحبُ لملمت أطرافها، فأرعدت وأمطرت خيرًا، وغسلت دنس الجهل والظلم والظلام.
ورغم ما تنوء بحمله نفسي من حزنٍ وألم، أتيتُك اليوم كهلاً مكسور الجناحين، أحمل باقة فرحٍ تزغرد بلقائك.
وجوه أهلي الجميلة تحكي رواياتٍ من العزّ والصمود، بسماتهم تحتويني وتسكنني، وأنا المسكون بهواهم عدتُ إليهم أُسامرهم، أُحدّثهم وأستمع إليهم.
مضى الألم... كلّ الألم،
وبقي الألم وشيءٌ من الأمل

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار