وعلى النفقة الخاصة يشارك الهلال، وللعام الثاني على التوالي، في دوري بديل خارج السودان ليُبقي الجاهزية الفنية للفريق في مستوى يسمح له بالمنافسة في البطولة الكبرى في إفريقيا.
وهذه المشاركة هي الحل المفروض على الهلال بسبب أن اتحاد كرة القدم السوداني فشل في توفير الحدّ الأدنى من احتياجات دوران عجلة التنافس المحلي، وأيّ لسانٍ أو قلمٍ يردّ هذا الفشل إلى المسببات الأمنية فهو يريد أن يُغطي قرص الشمس بإصبع "التطفيف".
إذ إنه لو اجتهد الاتحاد العام قليلًا مع اللجنة العليا التي تمّ تعيينها لتأهيل الاستادات لتجهيز ملعبين على الأقل بصورة محترمة وتليق بمسمّى "الدوري الممتاز"، وأوكل مهمة "لجنة المسابقات" للبالغ الراشد إداريًا، لكان من الممكن أن يتفادى ممثل السودان إفريقيًا شرّ هذه المعاناة بين الدوري الموريتاني إلى الدوري الرواندي.
بعنادٍ "طفولي" وضعت لجنة المسابقات لائحة لقيد الأجانب ومشاركتهم مع الأندية دون أي فلسفة أو منطق في ذلك، غير أن "المراهقة" الإدارية في اللجنة أرادت أن تنتصر لنفسها، فسقطت وسقطت معها اللائحة في آنٍ واحد عن طريق التجنيس، وهذا فقط لأن رئيس لجنة المسابقات لم يقرأ تاريخ مثل هذه القضايا للهلال مع الاتحاد العام.
مصيبتنا الحالية في الهلال تتمثل في أن "صبيّ" لجنة المسابقات ينظر إلى الهلال من زاوية أن الأمين العام في مجلسه جاء متوسلًا منصب "العضو"، وبناءً على ذلك هو الآن يريد من خلال اللائحة وجدول البطولة أن يُدخل نادياً بحجم الهلال في بيت الطاعة صاغرًا... وهيهات.
ولو كان الأمر على ذات أيام "الهيبة" الإدارية في الهلال، لحمل الأمين العام قرار الهلال ووضعه على منضدة "الكبير" في الاتحاد العام ليُذكّره بأنه، وبسبب تصنيف الهلال، يحتفظ الاتحاد بمشاركة أربعة أندية في بطولات الكاف، وبسبب عرق الهلال فنياً وإدارياً تمتلئ خزانة الاتحاد العام بما يساوي 5% من حافز الكاف للأندية التي تصل دوري المجموعات والبالغ 700 ألف دولار هذا العام، يُنفقها الاتحاد العام كغرامات عقوبة "سوء سلوك" لمنسوبيه الذين لم يُراعَ عند اختيارهم بلوغ الواحد منهم سن "الرُّشد" الإداري.
بإصرارٍ غير مستغرب من "القاصر" إداريًا، تضغط لجنة المسابقات على الهلال، وهو في خضمّ التنافس الإفريقي الذي يتطلب المساندة، ببداية الدوري المحلي في الأسبوع الأول من يناير، وتتبعه لجنة المنتخبات بالإعلان عن برنامج المنتخب الوطني الذي يبدأ من منتصف نوفمبر وحتى السادس والعشرين منه بمواجهة لبنان في كأس العرب، تتخلله مباريات ودية مع عمان.
هذه هي الآثار المدمّرة لهيبة الهلال بسبب الأحلام "الصغيرة" لشاغل منصب "كبير" في الهلال، والتي بسببها يمكن أن يضيع المجهود الإداري والمالي الكبير المبذول في إعداد الفريق ومحاولة حمايته من أي تأثير سلبي خلال المشاركة الإفريقية.
الدولة، ممثلة في حكومتها ومؤسساتها السيادية، نظرت إلى الهلال من زاوية تمثيله للسودان في البطولات الإفريقية، والتعاطف الدولي والإقليمي الذي وجده السودان خلال الأسبوع المنصرم في المحافل الرياضية يؤكد على قدرة الدبلوماسية الرياضية التي يتولى الهلال حقيبتها الآن، ووافقت على إجراءات تجنيس بعض المحترفين، بينما لا يزال الاتحاد العام ينظر إلى الهلال من زاوية "استجداء" منصب العضوية.
طرح فكرة استثناء الهلال من المرحلة الأولى للدوري المحلي ومشاركته في مرحلة دوري النخبة يجب ألا يُنظر إليها باعتبارها امتيازًا ممنوحًا للهلال، بل هو حق يجب أن يكون في الحسبان.
ولو صعدت الأندية السودانية الثلاثة إلى المرحلة التي وصلها الهلال، لكان من الواجب على الاتحاد العام مراعاة هذا الظرف والعمل على هذا الاستثناء الذي سيصبح "حافزًا" لأي نادٍ مستقبلاً ليحجز مقعده في المراكز المؤهلة للتمثيل الخارجي.
بدون "مهادنة" أو "تزلّف"، يجب أن يكون الخطاب الهلالي للاتحاد السوداني لكرة القدم قويًا، واضعًا في الاعتبار كل ما يمكن معالجته دون المساس بالمصلحة الوطنية والهلالية، لأن غالبية لاعبي الهلال الذين يشكّلون "عَضُم" تشكيلة المنتخب الوطني يعانون الإرهاق والضغط المسبّب للإصابات، وبالتالي فالوضع لا يسمح بجدولة "عنترية" للدوري المحلي لا تُراعي أوضاع النادي صاحب الالتزامات الوطنية.
بدلاً من الحرب التي يخوضها الاتحاد العام ضد الهلال، يجب على لجنة المسابقات أن تسأل اللجنة العليا لإعادة تأهيل الاستادات عن ما أنجزته في هذا الملف منذ تاريخ تعيينها وحتى الآن، وأن تجتهد في توفير رعاة للمنافسة واستقطاب الدعم المالي للأندية المشاركة، بدلاً من إنفاق ما يتم تحصيله في دفع غرامات عقوبة التصرفات "الصبيانية" لأعضاء الاتحاد العام و"البروس" الذي يُنبتُه خريف الانتخابات.
0 التعليقات:
أضف تعليقك