الخميس 18/سبتمبر/2025

صقور الجديان .. الفشل يتكرر بلا خجل!

صقور الجديان .. الفشل يتكرر بلا خجل!
بهدوء
علم الدين هاشم
 
مرة أخرى يسقط منتخبنا الوطني، وهذه المرة أمام توغو، ليضع بنفسه كلمة النهاية على حلم الوصول إلى المونديال قبل أن تبدأ الرحلة فعليًا! خسارة ثانية متتالية، أداء باهت، وعجز كامل عن مجاراة خصومنا الأفارقة، لتصبح كرة القدم السودانية رهينة الفشل المزمن بلا أي بوادر انفراج.
ما حدث في توغو لم يكن مفاجئًا على الإطلاق، بل كان نتيجة طبيعية لواقع بائس يعيشه منتخبنا تحت قيادة مدرب يصر على تكرار نفس الأخطاء التكتيكية، وكذلك على اختيارات لا علاقة لها بالمنطق ولا بالمعايير الفنية، وكأن الهزائم قدر مكتوب علينا!
أما اللاعبون، فحالتهم لا تقل سوءًا، حيث غياب الروح، وضعف البنية، وانعدام الجاهزية الذهنية والفنية… مجرد أسماء بلا تأثير، وأشباح ترتدي القميص الوطني دون أن تدرك قيمته. الحقيقة المرة التي نحاول الهروب منها هي أن اللاعب السوداني – في صورته الحالية – غير مؤهل لمجاراة التطور الرهيب الذي تشهده القارة، بينما تتحول منتخبات مثل السنغال والمغرب ومالي إلى قوى كروية حقيقية بفضل محترفيها في الدوريات الكبرى، ويكتفي لاعبونا بالوجود في دوري محلي ضعيف، بلا برامج إعداد ولا عقلية تنافسية.
لكن المسؤولية الأكبر تقع على الاتحاد العام لكرة القدم، الذي يبدو أنه يعيش في عزلة عن الواقع. اتحاد يفتقر إلى الرؤية والاستراتيجية، ولا يملك مشروعًا واضحًا لتأهيل اللاعبين أو تطوير البنية التحتية أو حتى صناعة منتخب وطني يليق باسم السودان. نسمع الوعود ذاتها كل عام، ونشاهد النتائج ذاتها في كل تصفيات… إخفاق يتكرر، ثم صمت مطبق، ثم نبدأ من جديد في نفس الدائرة المفرغة!
وهنا لا بد أن نقولها بلا مواربة: الاتحاد العام لكرة القدم هو المتهم الأول في هذا الانهيار. يكفي سنوات من العبث والتجريب الفاشل، يكفي التستر خلف شماعة “الإمكانات” و”قلة الموارد”، بينما الواقع يصرخ بأن الخلل في الفكر والإدارة قبل أي شيء آخر. إن لم يكن هناك مشروع واضح، وإن لم توضع خطة شاملة تبدأ من تكوين الناشئين وتنتهي بصناعة منتخب قادر على المنافسة، فليتركوا مواقعهم فورًا.
كرة القدم السودانية بحاجة إلى ثورة شاملة، لا إلى اجتماعات شكلية أو شعارات استهلاكية. وإن لم يتحرك الاتحاد اليوم، فليكن صريحًا مع الجماهير والإعلام: لا تحلموا بالمونديال، ولا تنتظروا إنجازات فيما تبقى من التصفيات الحالية أو المشاركات القادمة، ولا تلومونا على ما يحدث!
عموماً، ما نود التأكيد عليه أن الهزائم المتكررة ليست صدفة… إنها صناعة إدارية بامتياز. وما لم نغضب اليوم ونطالب بالمحاسبة، فسنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة. المنتخبات الأخرى تتطور من حولنا، ونحن نعيش خيبات الماضي ونكررها جيلاً بعد جيل… وبلا خجل!

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار