- الرئيسية
- المقالات
- رعاية مجلس السيادة للدوري الممتاز… مجاملة مضرة لن تحمي الاتحاد من غضبة الجماهير - عوض أحمد عمر
رعاية مجلس السيادة للدوري الممتاز… مجاملة مضرة لن تحمي الاتحاد من غضبة الجماهير
- تثير موافقة مجلس السيادة على رعاية الدوري الممتاز ودعم اتحاد كرة القدم جملة من التساؤلات المقلقة حول طبيعة الدور الذي ينبغي أن تضطلع به أعلى هيئة سيادية في البلاد.
- ففي لحظة تاريخية تتطلب أقصى درجات الوعي المؤسسي، وترتيب الأولويات بدقة، وتجنب كل ما يمكن أن يسيء لهيبة الدولة أو يربك صورتها أمام الرأي العام، يبدو هذا القرار خارجًا عن السياق.
- فمجلس السيادة — بحكم موقعه — ليس جهة راعية بالتمييز والتفضيل لنشاط رياضي أو جسم أهلي بعينه، بل هو راعٍ بحكم الضرورة لجميع مكونات الشعب، ومظلة وطنية يُفترض أن تقف على مسافة واحدة من الجميع.
- إن الأخبار المتداولة حول رعاية المجلس للدوري الممتاز، والتي نقلها الأستاذ سيف الدين الطيب أحد نواب رئيس مجلس الإدارة، والمهندس الفاتح باني رئيس لجنة تراخيص الأندية، لا تضر بهيبة مجلس السيادة فحسب، بل تكشف عن اختلال في توصيف الدور السيادي، وعن غياب المرجعيات المؤسسية الضابطة التي تنظم عمل المجلس وتحدد موجهاته في التعامل مع كيانات ومنظمات المجتمع المدني.
- كما يفتح الأمر الباب واسعًا أمام الشكوك المشروعة من أن القرار ربما مر عبر علاقات خاصة ومجاملات مضرة، بعيدًا عن المؤسسية واللوائح، وهو ما يعزز الإحساس بأن الشأن الرسمي قد يُدار أحيانًا بلا ضوابط مؤسسية واضحة.
- ثم ما الذي يدفع مجلس السيادة إلى قبول هذه الرعاية أصلًا؟ وما جدواها في هذا التوقيت؟ وهل يظن من دفع بالمجلس نحو هذه الخطوة أنه سيحمي اتحاد الكرة من غضب الجماهير بعد سلسلة النتائج الكارثية لمنتخباتنا الوطنية؟ أم أنها خطوة لإرغام ناديي القمة — خاصة الهلال — على المشاركة، بحجة أن المنافسة تُقام في ظروف خاصة وبهدف إرسال رسالة معينة دفعت المجلس لتبني رعايتها ودعمها؟
- ولماذا يمنح الاتحاد — وهو يعيش واحدة من أسوأ فتراته — دعمًا ورعاية من مجلس السيادة، في وقت يرى فيه الشارع الرياضي أن الاتحاد هو أصل المشكلة وسبب الكوارث، وأن استمراره يعني إطالة أمد الأزمة وتعقيدها؟
- إن وضع مجلس السيادة نفسه في مواجهة غير محسوبة مع جماهير الرياضة، وفي خندق واحد مع اتحاد متراجع الأداء، يثير تساؤلات حول المستفيد الحقيقي من هذه الخطوة؟ وكيف تُتخذ القرارات داخل المجلس؟ وهل باتت هموم الدولة أسيرة للعلاقات والاجتهادات الشخصية بلا أسس حاكمة أو مرجعيات واضحة؟
- وأين وزارة الشباب والرياضة — الجهة المعنية بأمر الرياضة — من كل هذا؟ وإن كانت هناك مقابلات مع الجهات العليا، فلماذا لا يتم التنسيق عبرها أو مشاركتها؟
- كان من الأولى — طالما وجد مجلس السيادة المحترم وقتًا للتعامل مع ملف الرياضة دون التنسيق مع الجهات التنفيذية — أن يستدعي اتحاد الكرة أولًا لمساءلته عن نتائج المنتخب الوطني المتردية، وعن الفضيحة التي لحقت بمنتخب الناشئين بعد الهزيمتين القاسيتين أمام كينيا بستة أهداف، وأمام أوغندا بتسعة أهداف دون مقابل.
- هل أصبح السودان بهذا الضعف ليتقبل مثل هذه الهزائم دون مساءلة حقيقية أو محاسبة رادعة؟
- إن ما يؤلم الجماهير يجب أن يكون ضمن دائرة اهتمام الدولة، لا أن يُقابل بقرارات تمنح الرعاية والدعم لاتحاد غارق في الفشل.
- وإذا كان مجلس السيادة حريصًا على الحفاظ على رصيده الشعبي، وعلى تماسك الجبهة الداخلية الداعمة لمعركة الكرامة، فالأولى به أن يرتب أولوياته، وأن يوجه طاقته — إن وُجد فائض وقت أو مال — إلى الملفات العاجلة والملحة التي تمس حياة المواطن وأمنه ومعيشته… وهي كثيرة ومعروفة.
- إن الحفاظ على هيبة الدولة يبدأ من احترام حدود الدور السيادي، وتجنب كل ما يمس ثقة الشارع أو يثير الشكوك حول كيفية إدارة الشأن العام.
- فالبلاد لا تحتمل مزيدًا من الإرباك، ولا مزيدًا من القرارات غير المدروسة في لحظة تتطلب أعلى درجات الحكمة والانضباط.
آخر الكلام
- على الرغم من المصاعب والمتاريس والحفر التي يضعها اتحاد كرة القدم، يقف الهلال غدًا الجمعة أمام موعد جديد مع التاريخ عندما يواجه مولودية الجزائر في أولى مبارياته بدور المجموعات.
- كل الأماني معلّقة على ممثل السودان لتحقيق انتصار يُبهج جماهيره العريضة، ويؤكد أن الهلال أكبر من أن تعيق مسيرته العراقيل المصنوعة.
Omeraz1@hotmail.com
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الإخبارية؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك