الجمعة 21/نوفمبر/2025

ذكرى التأسيس: بعد قرن و17 عاماً… أين يقف المريخ؟

ذكرى التأسيس: بعد قرن و17 عاماً… أين يقف المريخ؟

 

احتفل أهل المريخ بمرور 117 سنة على تأسيس ناديهم؛ ذلك الصرح الرياضي الذي ارتبط اسمه بتاريخ الرياضة السودانية، وشكّل وجدان ملايين العشّاق. وقد أخذت الذكرى هذا العام بُعداً مختلفاً؛ إذ شهدنا احتفاءً واسعاً من الإداريين والإعلاميين والجماهير، كما أفردت منصات التواصل والمواقع الحمراء مساحات كبيرة للتوثيق واسترجاع أبرز المحطات.
ولعلّ اللافت هذا العام أنّها ربما تكون المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس النادي جماهيره بهذه المناسبة، وهو ما فعله الرئيس الحالي المهندس مجاهد عبد الله سهل—رغم أنه الأحدث بين من تولّى قيادة النادي—وهي خطوة تحمل رمزيتها، لكنها تطرح أسئلة أكبر وأعمق.

والسؤال الذي لا مفر منه:
بعد قرن و17 عاماً… أين يقف المريخ؟

هل استطاع النادي أن يحقق الحد الأدنى من طموحات جماهيره؟
هل تقدّم على مستوى البنية التحتية، والأنشطة، والمؤسسية، والاستقرار؟
أم أن السنوات الطويلة مضت بينما ظل النادي يدور في ذات الحلقة التي تعطل مسيرته كلما همّ بالانطلاق؟

من منظور شخصي، ومتابع لمسيرة النادي لأكثر من خمسة عقود، أرى أن الماضي المريخي كان أكثر ازدهاراً من الحاضرباستثناء جانب المنشآت الذي شهد تطوراً واضحاً في السنوات الأخيرة، وتحديداً في عهد الأخ جمال الوالي، وهو أمر لا يمكن إنكاره.
لكن… هل تكفي المنشآت وحدها لتقييم حصيلة 117 عاماً من العمل الإداري والرياضي؟
قطعاً لا.

المشكلة الأكبر أنّنا ما زلنا نعيد تدوير ذات الأحاديث عن البطولات المحلية والإنجازات القديمة، بينما نتجاهل الأزمات الإدارية المزمنة التي خنقت النادي لعقود:

  • عضوية مستجلبة،
  • انتخابات شكلية،
  • مجالس ضعيفة وهشة،
  • صراعات تبدأ قبل أن يبدأ المجلس عمله وتنتهي بانهياره.

ويكفي دليلاً على عمق الأزمة وجود مجلس موازٍ برئاسة سوداكال يدّعي الشرعية ويصدر صحيفة معارضة!
ظاهرة لا تشبه نادياً بهذا الحجم، ولا يمكن أن توجد في نادٍ يسعى إلى الاستقرار أو يحلم بالمنافسة القارية.

من المؤسف حقاً أن يكون هذا هو حال المريخ بعد كل هذه العقود.
ولكن—ورغم قتامة الصورة—لا يمكن تجاهل حالة التفاؤل الحذر التي تعيشها جماهير النادي اليوم مع لجنة التسيير الحالية، أملاً في بداية تصحيح حقيقية تعيد بعضاً من بريق النادي، وتضع حداً لفوضى الأزمات الإدارية.

فاللافتة الحمراء التي رفرفت منذ عام 1908 تستحق نادياً قوياً، مستقراً، محترفاً، ونادياً يليق بما قدّمه هذا الكيان من تاريخ، وما يختزنه من عشق لا ينتهي.

وبعد 117 عاماً… نعيد طرح السؤال:
هل يبدأ المريخ الآن أول خطوة في الطريق الصحيح؟
أم ننتظر ذكـرى أخرى لنطرح ذات الأسئلة من جديد؟

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار