أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
على المستوى الشخصي، تخيفني كثيرًا إقالة عبدالمهيمن الأمين، لا من حيث القرار ذاته فحسب، بل من حيث توقيته وما أحاط به من غموض. وما يزيد المخاوف ما تبع الخبر من تسريبات وتحليلات واجتهادات وتخيلات، ونذر عواصف ما كان لها أن تلوح لو أن مجلسنا الموقر، الذي أنجز الأصعب، اكتفى بإصدار بيان مختصر يقطع الطريق أمام القيل والقال، ويغلق الباب أمام كتابات تصب الزيت على نار خلافات حقيقية أو مفترضة.
اللاعب الكاسر ياسر مزمل يدهشك بسرعته ومراوغاته التي تكسر أعند الدفاعات، لكنه حين يواجه المرمى يطيح بالكرة بعيدًا، فنقول: أبدعت في الصعب وعجزت عن السهل! وكأنما مجلسنا أصيب بعدواه؛ يجمع الدرر من كل أنحاء القارة بصفقات باهظة، ثم يعجز عن مسألة بسيطة لا تحتاج سوى سطور تزيل الغموض وتُطفئ الشكوك.
إن إقالة رجل في قامة عبدالمهيمن، وفي حجم إنجازاته، ليست أمرًا عابرًا يُطوى بالصمت، حتى وإن جاء خلفه رجل في مكانة عاطف النور وهلاليته المعروفة. كان على المجلس أن يوضح الأسباب، لا أن يتركنا للهواجس، والخوف من عواقب الظلم. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل كانت وصافة سيكافا عقوبة على ظلمٍ ما؟
نعم، خسرنا سيكافا، وآمل أن نكون قد خرجنا منها بدروس تفيدنا في قادم المواعيد. لدي قلق من حراسة المرمى رغم وجود الفريد في عصره، أما الحكم على ريحيكامب فما يزال مبكرًا، وإن بدت بعض خياراته غريبة للمتابع.
وأخيرًا، دمعة حرى وحزن عميق على رحيل رجل القامة الخليفة محمد الياس محجوب؛ فقده لم يكن فقدًا للمريخ وحده، بل كما قال الشاعر:
ما كان فقدُه فقدَ واحدٍ … وإنما بنيانُ قومٍ تهدّما
حدثني صديقي عصام فضل الله يوسف، عضو دائرة الكرة المريخية، أن الحاج ود الياس كانت أمواله – على قلتها مقارنةً بغيره – مباركة، وأن الأمور في عهوده كانت تمضي بيسر وحكمة. رحمك الله يا ود الياس؛ رياضيًا وطنيًا غيورًا، أحب المريخ ولم يكره الهلال، خلافًا لمن يظنون أن الولاء يُثبت بالعداء.
وداعًا ود الياس ود الناس… فقد اختارك الموت، والموت نَقّادٌ يختار الحياد
0 التعليقات:
أضف تعليقك