خليك دبلوماسي

محمد مامون يوسف بدر

جامعة الخرطوم: "الجميلة والمستحيلة"

لطالما حملت جامعة الخرطوم في وجدان كل سوداني مكانةً أسطورية؛ فهي ليست مجرد صرح أكاديمي، بل رمز للعراقة والإنجاز. وكما أطلق عليها القدامى بحق: "الجميلة والمستحيلة". تسمية تختصر الإعجاب والتحدي معًا؛ فالدخول إليها كان حلماً "مستحيلاً" على الكثيرين، بينما هي "جميلة" بما تقدمه من معرفة، وبشهادة تزن ذهباً.

وقد أتيح لي شرف خوض هذه التجربة الفريدة داخل أحد أرقى معاهدها، معهد الدراسات الدبلوماسية، حيث درست على أيدي أساتذة دبلوماسيين أجلاء، لم يكونوا مجرد ناقلي معرفة، بل سفراء سابقون ورواد مارسوا السياسة الخارجية عن قرب. كانوا جسراً بين التنظير الأكاديمي وتعقيدات الواقع الدولي، وغرسوا فينا فضيلة الحكمة والاتزان إلى جانب العلم.

إن الاهتمام بتطوير هذا المعهد استثمارٌ في مستقبل السودان؛ فالدبلوماسية هي خط الدفاع الأول وأداة البناء الرئيسية. علينا تحديث المناهج، والحفاظ على هذه الكنوز البشرية من الأساتذة، مع جذب خبراء جدد وتعزيز روابطه الدولية.

خريج هذا المعهد سفيرٌ لوطنه، يحمل رسالة "الجميلة والمستحيلة" في عقله ووجدانه. فالاستثمار فيه يعني صناعة قادة يحفظون مصالح البلاد، وهو ما تستحقه جامعة الخرطوم بريادتها التي تجعل من "المستحيل" ممكناً.