بعد إجراء القرعة لأندية المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، جاءت مجموعة الهلال ذات عرق كروي مختلف:
من الجنوب صن داونز بفكره الحديث وميزانيته الضخمة، ومن الغرب لوبوبو الكنغولي بقوته البدنية وميدانه الصعب، ومن الشمال مولودية الجزائر بخبرته وتاريخه الكبير.
ثلاث مدارس كروية متباينة، والهلال في المنتصف... فريق يبحث عن المجد القاري وسط عواصف المنافسة.
صن داونز الجنوب أفريقي (الآلة الصفراء) التي لا تعرف المزاح
أصبح صن داونز نموذجًا للاستقرار والاحترافية في أفريقيا، فهو نادٍ يمتلك إمكانيات ضخمة وميزانية مفتوحة وإدارة تعمل بعلم وهدوء.
يمتاز بسرعة الأداء والتمريرات القصيرة، ويلعب بضغطٍ عالٍ منذ الدقيقة الأولى.
لكن رغم هيبته، لديه نقاط ضعف، إذ يواجه صعوبة أمام الفرق المنظمة دفاعيًا، خاصة في الملاعب الصعبة أو الأجواء الحارة.
على الهلال أن يدخل مواجهته مع صن داونز بهدوء وتنظيم، مع التركيز على المرتدات السريعة، لأن أي خطأ أمام هذا الفريق يتحول لهدف.
لوبوبو الكنغولي.. الخصم المجهول الذي فاجأ الكبار
المتابع للكرة الكنغولية يعرف أن لوبوبو أصبح قوة جديدة في القارة؛ فريق يتميز بروح قتالية عالية، ولاعبين أقوياء بدنيًا، يعتمدون على الكرة المباشرة ولا يخشون أي اسم.
أرضه في لوبومباشي صعبة، والمباريات هناك تحتاج إلى أعصاب فولاذية.
مولودية الجزائر.. الخبرة والتاريخ
مولودية الجزائر ليس فريقًا سهلًا، فله تجربة طويلة في دوري الأبطال، وتُوِّج بالبطولة عام 1976، وهو أحد رموز الكرة الجزائرية.
يتميز بالانضباط الدفاعي العالي، ويعرف كيف يضبط الإيقاع ويخطف الفوز من أقل الفرص، لكن دفاعه ليس خاليًا من الأخطاء، خصوصًا أمام الفرق التي تمتلك سرعة في الأطراف وضغطًا هجوميًا، وعلى الهلال أن يستغل هذه النقاط.
كما يمتلك المولودية جمهورًا شرسًا لا يتوقف عن التشجيع والدعم دقيقة واحدة.
الهلال.. بين التحدي والطموح
الهلال يدخل هذه المجموعة وهو يحمل همًّا كبيرًا وهدفًا أكبر: التتويج بالبطولة الغالية التي أصبحت مطلبًا جماهيريًا.
المدرب الروماني ريجيكامب أمام اختبار صعب، وعليه أن يثبت قدرته على صناعة فريق متماسك يواجه عمالقة القارة.
الهلال يمتلك عناصر قوية، وإذا أدار مبارياته بعقلانية، فسيكون رقمًا صعبًا في المنافسة.
مجموعة التوازن
يمكن وصف مجموعة الهلال بأنها مجموعة التوازن، فكل فريق يمتلك ميزة ونقطة ضعف:
صن داونز يمتلك الخبرة والمال، لكنه يتأثر بالسفر الطويل.
المولودية يملك التكتيك والانضباط.
لوبوبو يمتاز بالقوة، لكنه يفتقد الخبرة.
أما الهلال، فميزته في الروح والمهارة، وإذا وُظِّفتا بشكل صحيح، فسيكون منافسًا قويًا.
الحسابات تقول إن صن داونز الأقرب للتأهل، لكن المركز الثاني مفتوح على مصراعيه، والهلال والمولودية أبرز المرشحين له، مع مزاحمة محتملة من لوبوبو، وربما تكون مواجهة الجولة الأخيرة هي الحاسمة.
إذا تمكن الهلال من تحقيق أربع نقاط في أول جولتين (فوز وتعادل)، فستتغير ملامح المجموعة بالكامل.
الهلال بعيد عن الوطن.. قريب من القلوب
رغم الغربة والبعد عن الملاعب السودانية، فإن جماهير الهلال موجودة في كل مكان، وفي رواندا التي اختارها الهلال ملعبًا له، هناك عدد كبير من الطلاب السودانيين الداعمين للفريق.
الهلال يلعب بعيدًا عن الوطن، لكنه ليس بعيدًا عن قلوب الناس.
كل مباراة ستكون رسالة أمل بأن الهلال قادر على تحدي الصعاب ورفع اسم السودان عاليًا.
الطريق صعب، والمجموعة لا تضم خصمًا ضعيفًا، لكن الهلال لم يتعود على السهل.
الظروف لا تصنع الأبطال، العزيمة هي التي تصنعهم، والهلال دائمًا يملك عزيمة الرجال.
وإذا لعب بروح الهلال الحقيقية، يمكن أن يكون الحصان الأسود في المجموعة، بل وربما الحصان الذي يسبق القارة كلها.
ما في شيء اسمه بعيد أو مستحيل...
الهلال علمنا أن البطل الحقيقي لا تُقاس قوته بالظروف، بل بالروح —
وروح الهلال عمرها ما ماتت... ولن تموت.
كل نقطة، وكل هدف، وكل تمريرة هي من أجلكم ومن أجل السودان.
خلوا الإيمان كبير، وخلو الهتاف دايمًا حاضرًا:
هلال الملايين… قدام قدام!
0 التعليقات:
أضف تعليقك