بلا ميعاد: عوض أحمد عمر
• لم يكن يوم أمس يوماً عادياً لجماهير الهلال الغالبة، وهي تتابع فريقها في نهائي الكأس أمام نادي سينغيدا التنزاني.
• صحيح أن النتيجة النهائية للمشاركة في بطولة سيكافا منحت الهلال الميدالية الفضية كأفضل إنجاز له في هذه المنافسة، غير أن أداء اللاعبين لم يرتقِ إلى مستوى مباراة ختام ينتظر أن يتوَّج الفائز بالذهب.
• وهنا يكمن الحزن... المشاركة مجملاً لم تُفرِح، والأداء لا يُقنع، والمستقبل يبعث على القلق.
• الهلال، وهو مقبل بعد أيام على مباراة حاسمة أمام "الجاموس" بطل جنوب السودان ضمن تمهيدي البطولة الأفريقية، قدّم عرضاً هزيلاً غابت عنه البصمة الفنية، واختفت فيه ملامح الفريق البطل المهاب الذي يرهب الخصوم ويُقنع الجمهور.
• تواضع الأداء لم يكن نتاجاً لظرف طارئ، بل انعكاساً للحال... لاعبون افتقدوا التركيز والروح القتالية، جهاز فني فاشل وعاجز عن فرض بصمته الفنية، ومجلس إدارة أكثر من سؤال والقلب تخنقه الإجابة.
• إن مسؤولية ما جرى في لقاء الختام لا تقع على اللاعبين وحدهم، وإن كانوا يتحملون الوزر الأكبر، بل تمتد إلى الجهاز الفني العاجز الذي لم يُحسن قراءة الخصم ولا توظيف عناصره، ثم إلى مجلس الإدارة الذي اختار في لحظة حساسة تسميم الأجواء بإقالة القلب النابض "عبد المهيمن الأمين".
• قرار إقالة عبد المهيمن بدا وكأنه انتصار للذات لا انتصار للنادي، وفي توقيت كان الهلال فيه بأمسّ الحاجة إلى التماسك ووحدة الصف والإرادة والمشاعر.
• لا شك أن كرة القدم بطبيعتها تحتمل الأخطاء كما تحتمل الإبداع، لكن المقلق في الهلال أن الأخطاء القاتلة تتكرر، حتى غدت جزءاً من المشهد المفروض على جماهير الهلال معايشته بكل أسف.
• اللاعب فارس، على سبيل المثال، ظل عنواناً لهذه الهفوات، فقد كان القاسم المشترك في معظم الأهداف التي ولجت شباك الفريق خلال البطولة، إما كسبب مباشر أو كمشارك في الخطأ بالنسبة الأكبر.
• في مباراة سينغيدا، سعى فارس للتقدم على حساب مركزه الدفاعي، فأضاع التوازن وأخفق في التعامل مع الكرة، لم يُحسن التمرير وتقدّم بلا فهم، فكانت الهجمة المرتدة والهدف الذي أجهض حلم التتويج.
• إن ما يحتاجه الهلال اليوم ليس تعليق المشانق، بل وقفة صادقة مع الذات.
• فالجماهير التي تتابع وتشجع وتتألم لا يهمها سوى أن ترى فريقها في أفضل صورة.
• ولتحقيق ذلك، لا بد من إصلاح في كامل المنظومة بدءاً من اللاعبين، ثم الجهاز الفني والقطاع الرياضي، وانتهاءً بمجلس الإدارة كمنظومة فاعلة.

آخر الكلم

• ما حدث بالأمس لم يكن خسارة مباراة التتويج فحسب، بل كان جرس إنذار قبل انطلاق البطولة الأفريقية.
• والهلال، بتاريخه العريق وجماهيره الوفية، لا يستحق أن يتعثر في محطات صغيرة، بل يستحق أن يكون في القمة حيث وُلد، وحيث يليق به أن يكون.
• المستوى المتأرجح للاعب فارس... وعدم إتاحة الفرصة كاملة للقادم الجديد لوزولو، يفرض على مجلس الهلال أن يجلس مع اللاعب خاديم وأن يعالج سوء التفاهم بما يخدم مصلحة الهلال.
• كشفت مشاركة الهلال في سيكافا أن مجلس الهلال لم يُحسن التصرف وهو يُفرّط في الحارس فوفانا... وسيدفع الفريق الثمن أكثر إن تأخر علاج الحارس محمد المصطفى.
Omeraz1@hotmail.com
0 التعليقات:
أضف تعليقك