فاز الهلال بنتيجة 2-0 على فريق كيغالي الرواندي، وهي نتيجة مرضية بغض النظر عمّا إذا كانت المباراة رسمية أو ودية، فالمهم هو الفائدة الحقيقية: ما الذي كسبه الهلال؟ ومن هم اللاعبون الذين ظهروا بصورة طيبة؟ وما الدروس التي يمكن أن نستخلصها قبل المواجهات الأفريقية القادمة؟
من فوائد المباراة: اللعب تحت ظروف مختلفة — ملاعب، مناخ، حكام، وجمهور — وكل ذلك يجعل اللاعبين يشعرون بما يمكن أن يواجهوه في البطولات القارية.
كما أتاحت المباراة فرصة لتجريب عدد من اللاعبين والتشكيلات المختلفة، ورفعت الروح المعنوية للفريق؛ فالفوز في أي مباراة، مهما كان نوعها، يعزز الثقة ويزيد الحماس.
كذلك كانت المباراة فرصة لاختبار أفكار المدرب من حيث التكتيك والتحركات الهجومية والدفاعية، وتجريب أدوار جديدة للاعبين بعيدًا عن ضغط المنافسات الرسمية.
الهلال نجح في اختراق دفاع كيغالي وأحرز هدفين، أحدهما من هجمة منظمة، والآخر من ركنية.
اللاعب محمد عبد الرحمن “الغربال” عاد للميدان وسجّل هدفًا مهمًا، هدف العودة الذي يمنحه دفعة معنوية كبيرة له وللفريق والجمهور.
أما الأداء الدفاعي فكان منظمًا، ولم يستقبل الهلال أي هدف، وهي نقطة إيجابية كبيرة.
وفي الحديث عن اللاعبين الذين ظهروا بصورة مرضية، فقد برز الغربال بعودته وتسجيله، ما أضفى نشاطًا على الخط الهجومي وزاد من خيارات المدرب. كما قدم الشباب يوسف كابوري وكيندنيس كول وإيمانويل فولمو ومازن فضل مباراة كبيرة، خاصة كيندنيس كول الذي صنع الهدفين وأبدع في صناعة اللعب.
وتألق أيضًا ياسر عوض الذي قدّم مستوى مميزًا، وكاد أن يضع بصمته في المباراة لولا إضاعته فرصة ثمينة وهو في مواجهة المرمى بعد تمريرة رائعة من الغربال.
التنظيم الدفاعي كان واضحًا؛ لم يُتح لهجمات سهلة، واستطاع اللاعبون التحول إلى الهجوم بدقة.
خرج الهلال بشباكه نظيفة، بفضل التفاهم بين الدفاع والحارس، والانضباط الدفاعي كان له أثر كبير.
كما أن دخول عدد من البدلاء أثناء المباراة كان أمرًا مهمًا، فالمنافسات القارية تحتاج إلى عمق في الدكة وتجهيز جميع العناصر، فالمشوار طويل والمباريات كثيرة. وشاهدنا ياسر مزمل بعد فترة غياب، لكنه أضاع فرصة سهلة بسبب شرود ذهني واضح.
أما لاعبو الوسط، فقد تحكموا في إيقاع اللعب نسبيًا وخلقوا مساحات للمهاجمين، وبرز بشكل لافت يوسف كابوري.
لكن في المقابل، يجب ألا يغتر الفريق بهذا الفوز؛ فالمباريات الرسمية الأفريقية تختلف في الشدة والضغط والتحكيم والبيئة، والاستعداد يجب أن يكون أعمق من مجرد نتيجة إيجابية واحدة.
بوجه عام، كانت المباراة مفيدة، والاستفادة منها مزدوجة — فنية ومعنوية.
ونتمنى أن يخوض الهلال مباراة إعدادية ثانية أو أكثر حتى يكتمل جاهزيته قبل مواجهة مولودية الجزائر يوم 21 نوفمبر في ملعب أماهورو بالعاصمة الرواندية كيغالي.
0 التعليقات:
أضف تعليقك