راي رياضي
إبراهيم عوض
الهلال يعرف دائمًا كيف يعود في الوقت المناسب. بعد بداية لم تُرضِ جماهيره في بطولة سيكافا، بتعادل أمام مقديشو سيتي (1-1) ثم تعادل آخر بالنتيجة ذاتها مع الأهلي مدني، جاء الرد أخيرًا أمام كتور جوبا بثلاثية جميلة مقابل هدف، ليتصدر الأزرق مجموعته بفارق الأهداف، ويبلغ نصف النهائي بثقة وطموح متجدد.
الهلال الآن على موعد مع الجيش الرواندي في نصف النهائي، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريو الموسم الماضي حين انتهت المواجهة بالتعادل، ليحسمها الفريق الرواندي بركلات الترجيح. هذه المرة يبدو أن الهلال يدخل المباراة بروح مختلفة، مدفوعًا برغبة الثأر وتصحيح المسار. وإذا ما أراد معانقة اللقب، فعليه أن يكون أكثر حذرًا، وأن يتجنب تكرار أخطاء الأمس، فالمنافسة في مراحل الحسم لا تعترف إلا بالتركيز والانضباط.
وعلى النقيض تمامًا، جاء أداء منتخبنا الوطني في التصفيات الأفريقية باهتًا ومخيّبًا. فقد خسر أمام توغو بهدف وحيد، رغم أن المنافس لم يكن يملك أي دافع بعد فقدان فرصة التأهل، فيما كان منتخبنا يملك كل الأسباب ليقاتل حتى النهاية. النتيجة لم تُحبط الجماهير فحسب، بل طرحت أسئلة كثيرة عن جدوى الإعداد وطريقة اختيار اللاعبين والمسؤولين عن لجنة المنتخبات التي تبدو وكأنها تسير في واد بينما واقع المنتخب في واد آخر.
لا نريد أن نُحَمِّل اللاعبين وحدهم وزر الخسارة، لكن من واجبنا أن نهمس في آذان المسؤولين بالاتحاد: آن الأوان لإعادة النظر في منظومة إعداد المنتخبات، بدءًا من البنية الإدارية مرورًا باختيار العناصر، وانتهاءً بوضع خطة جادة تتناسب مع طموحات الشارع الرياضي. لأن ما حدث أمام توغو لا يمكن أن يُبرر، ولا يجوز أن يتكرر.
في المقابل، الهلال يمنح جماهيره الأمل ويعيد البسمة في سيكافا، فيما يترك المنتخب علامات استفهام تحتاج لإجابات واضحة وصريحة. وبين هذا وذاك، يبقى السؤال الكبير: متى نمتلك مشروعًا وطنيًا حقيقيًا يضع كرتنا في مكانها الطبيعي بين الكبار؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك