بهدوء
علم الدين هاشم
أسفرت قرعة دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا 2025/2026، التي أُجريت أمس الاثنين في جوهانسبرغ، عن مواجهات قوية ومتباينة حملت في طياتها تحديات كبرى لعمالقة القارة، لكنها منحت الهلال مجموعة يمكن وصفها بـ"المتوازنة"، تحفظ له فرصًا حقيقية للتأهل إلى الدور ربع النهائي، متى ما أحسن استثمار إمكاناته وعوامل تفوقه.
جاء الهلال في المجموعة الثالثة إلى جانب أندية ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، مولودية الجزائر، وسانت إيلوا لوبوبو من الكونغو الديمقراطية.
مجموعة لا تخلو من الصعوبة، لكنها أيضًا ليست من "مجموعات الموت"، إذ تضم منافسين يملكون الخبرة دون أن يكونوا خارج نطاق المواجهة بالنسبة للهلال. صن داونز يظل الأوفر حظًا بورقة الاستقرار الفني والقدرات المالية، لكن الهلال يمتلك عناصر فنية قادرة على مقارعته، خصوصًا مع الخبرة التي راكمها الفريق في المواسم الأخيرة قارياً.
يدخل الهلال هذه النسخة في وضع مختلف؛ فهو الممثل الوحيد للكرة السودانية في دور المجموعات بعد خروج المريخ من الدور التمهيدي، ويحمل آمال جماهير عريضة تتطلع لرؤية الفريق في الأدوار المتقدمة بعد إخفاق الموسم الماضي. وعلى الرغم من توقف النشاط المحلي، فإن الجهاز الفني يملك فرصة ذهبية في الدوري الرواندي لتعويض غياب المنافسات المحلية بإعداد منظم ومباريات ودية مكثفة تحافظ على جاهزية اللاعبين.
فرص الهلال في التأهل قائمة بقوة إذا ما نجح في تحقيق الحد الأقصى من النقاط داخل ملعبه، مع محاولة الخروج بأقل الخسائر في الجزائر أو جنوب إفريقيا والكونغو. الفوز في مباراتين متتاليتين في البداية قد يكون مفتاح العبور، لأن المجموعة الثالثة مرشحة لأن تشهد تقاربًا في النقاط حتى الجولة الأخيرة.
أما بقية المجموعات، فجاءت متوازنة إلى حد كبير؛ الأهلي المصري وقع في مجموعة صعبة تضم الجيش الملكي وشبيبة القبائل والشباب التنزاني، بينما نال الترجي التونسي مجموعة قوية أمام سيمبا التنزاني وبيترو أتلتيكو الأنغولي والملعب المالي، في حين تبدو طريق بيراميدز المصري أقل وعورة بمواجهة نهضة بركان المغربي وريفرز يونايتد النيجيري وباور ديناموز الزامبي.
هذه التوزيعة أكدت أن البطولة لن تعرف طريقًا سهلاً لأي فريق مهما كان اسمه.
باختصار، الهلال أمام فرصة ذهبية للعودة إلى مربع الكبار، والمهمة ليست مستحيلة إذا اجتمع التركيز الفني، والدعم الجماهيري، والإرادة القوية التي يعرفها أنصار الأزرق جيدًا. إنها مجموعة متوازنة بحق، لكنها ستكشف من هو الفريق الأكثر استعدادًا لتحديات القارة.
0 التعليقات:
أضف تعليقك